قِصَّةُ رَفْعِ الْمَسِيحِ إِلَى السَّمَاءِ
– تَآمَرَ الْيَهُودُ عَلَى سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَرَادُوا قَتْلَهُ، لَكِنْ قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ بِأَنَّهُ سَيَرْفَعُهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيُخَلِّصُهُ بِذَلِكَ مِنْ أَذَى الَّذِينَ كَفَرُوا، وَقَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ الْيَهُودُ عَلَيْهِ كَانَ مَعَهُ اثْنَا عَشَرَ شَخْصًا مِنْ تَلامِيذِهِ الْمُسْلِمِينَ, فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عِيسَى مَعَ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَيْتٍ فَقَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِي بَعْدَ أَنْ ءَامَنَ» ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي وَيُقْتَلُ مَكَانِي فَيَكُونُ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ». فَقَامَ شَابٌّ أَحَدَثُهُمْ سِنًّا فَقَالَ أَنَا، قَالَ: «اجْلِسْ»، ثُمَّ عَادَ، فَعَادَ فَقَالَ: «اجْلِسْ»، ثُمَّ عَادَ فَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ». فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُهُ. فَأُخِذَ الشَّابُّ فَصُلِبَ بَعْدَ أَنْ رُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ فِي الْبَيْتِ وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ وَأَخَذُوا الشَّابَّ فَقَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ، قَتَلُوا هَذَا الشَّابَّ الْمُسْلِمَ الْمُؤْمِنَ، وَأَذَاعُوا أَنَّهُمْ قَتَلُوا الْمَسِيحَ وَصَلَبُوهُ فَصَدَّقَهُمْ بَعْضُ النَّاسِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ [سُورَةَ النِّسَاء/157].
– وَفِي الْحَقِيقَةِ سَيِّدُنَا عِيسَى لَمْ يُقْتَلْ وَلَمْ يُصْلَبْ وَلا يَزَالُ حَيًّا فِي السَّمَاءِ، وَقَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الأَرْضِ وَيَعِيشُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَيَعُمُّ الإِسْلامُ الأَرْضَ بَعْدَ نُزُولِهِ، وَيَحْكُمُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِشَرِيعَةِ الْقُرْءَانِ شَرِيعَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ فَسَّرَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ [سُورَةَ الزُّخْرُف/61]، بِأَنَّهُ نُزُولُ عِيسَى بنِ مَرْيَمَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ