الحواريون

الحواريون

الحواريون

أَرسَلَ اللهُ تبارك وتعالى عيسى إلى بنِـي إسرائيلَ يدعوهُم لدينِ الإسلامِ وعَلَّمَهُ التوراةَ وأَنزَلَ عليهِ كتابًا سَـماويًا وهو الإنجيلُ الذي فيه دعوةٌ إلى الإيمانِ باللهِ الواحدِ الأحدِ خالقِ كلّ شىءٍ وإلى الإيمانِ بأنَّ عيسى عبدُ اللهِ ورسولُهُ، وفيه بيانُ أحكامِ شريعتِهِ، وفيه البشارةُ بنبِـيّ ءاخرِ الزمان وهو سيدُنَا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وفيه الأمرُ بالصلاةِ والصيامِ وغيرُ ذلكَ من أمورِ الدينِ، وكانَ أصلُ دعوتِهِ شيئينِ إفرادُ اللهِ بالعبادةِ والإيمانُ بهِ أنَّهُ نبيُّهُ. ولقد حَذَّرَ عيسَى المسيحُ عليهِ السلامُ قومَهُ بنـي إسرائيلَ من الكفرِ والإشراكِ وبيَّنَ لَـهم أنهُ من يُشرِكُ باللهِ تعالى فقد حَرَّمَ اللهُ تعالى عليهِ الجنةَ ومأواهُ نارُ جهنَّمَ خالدًا فيها أبدًا.

وتوالتِ المعجزاتُ، فمَرَّ يومًا بجماعةٍ يَصْطَادُونَ السَّمَكَ ورئيسُهُمْ يُدْعَى “شَـمْعُونَ”، فقالَ لهمْ سيدُنا “عيسى”: “ما تصنعون؟” قالوا: “نَصِيدُ السّمكَ”، قال: “أفلا تـمشونَ حتى نصيدَ الناسَ؟” أي لنهدِيَهُم إلى الإسلامِ، قالوا: “ومَن أنتَ؟” فأجابَ: “أنَا عيسى ابنُ مريمَ عبدُ اللهِ ورسولُه”، فسألُوه دليلًا يدُلُّـهم على صِدْقِهِ في ما قالَ، وكان “شـمعونُ” قد رَمَى بِشَبَكَتِهِ في الماءِ تلكَ الليلةَ فما اصطادَ شيئا، فأمرَهُ سيدنا “عيسى” عليه السلامُ بإلقاءِ شَبَكتِهِ مرةً أُخرى ودعا الله تعالى متضرعًا إليه، فما هي إلا لحظاتٌ يسيرةٌ حتى اجتمعَ في تلكَ الشَّبَكَةِ من السَّمَكِ ما كادتْ تتمزَّقُ من كَثرتِهِ، فاستعانوا بأهلِ سفينةٍ أُخْرَى وملَئُوا السفينتَيْنِ منَ السّمَكِ، فعندَ ذلك ءامنُوا بهِ وانطلقُوا معه، فصارُوا من جُـمْلَةِ “الحواريّينَ” الذين كانوا يصطادُونَ السمكَ، فلما ءامَنُوا بسيدنا عيسى عليهِ السلامُ صَارُوا يَصْطَادُونَ الناسَ ليَهْدُوهم إلى دينِ الإسلامِ، وسُـمُّوا “بالحواريينَ” لبَيَاضِ ثيابـِهم وقيلَ بل لأنَّهُمْ كانوا أنصارَ سيدنا عيسى عليهِ السلامُ وأعوانَهُ الـمخلصينَ في مـحبَّتِهِ وطاعَتِهِ وخِدْمَتِهِ.

اللَّهمَّ عَلِّمنَا ما جهِلنا وذكّرنا ما نسينا وزِدنا عِلمًا ونعوذُ بكَ منِ حالِ أهلِ النار

أضف تعليق