هاذم اللذات |
✍ – #الوعد_الحق
هي سلسلة من الفوائد الدينية العظيمة ، تابعوها كل يوم إن شاء الله، واستفيدوا وأفيدوا غيركم بنشرها، فالدال على الخير كفاعله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدرس الثاني
بعنوان
==>> هاذم اللذات <<==
يا أهل الغفلة، تأمّلوا حال الدنيا فكم من واثق فيها فجعَته. وكم من مطمئن إليها صرعته. وكم من محتال فيها خدَعته. العمر فيها قصير، والعظيم فيها يسير، وجودها إلى عدم، وسرورها إلى حزُن، عافيتها إلى سقم، وغِناها إلى فقر. دارُها مكّارة، وأيّامها غرّارة، ولأصحابها بالسّوء أمّارة. الأحوال فيها إما نِعم زائلة وإما بلايا نازلة وإما منايا قاضية، عمارتها خراب واجتماعها فِراق وكل ما فوق التّراب إلى التراب.
قال تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} سورة الأنبياء/97.
وقال سبحانه: {أَفَرَءيْتَ إِنْ مَتَّعْنَهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} سورة الشعراء/205 – 207.
روى الحافظ ابن أبي الدنيا عن بعض الصالحين قال: عبرت ليلة على القبور لأزورها إذ رأيت قبرًا يخرج منه دخان فوقفت لأنظر إليه فإذا بالقبر قد انشق وخرج منه شخص أسود المنظر في يده عمود من حديد وبين يديه حمار يضربه على رأسه والحمار ينهق ثم يجرّه بسلسلة من نار فيدخله القبر ويدخل خلفه فينطبق عليهما القبر، قال: فلقيت امرأة فسألتها عن ذلك فقالت: كان هذا يزني ويشرب الخمر وكانت أمّه تخاصمه وتنهاه بسبب ذلك فلا يسمع ويقول لها: انهقي كما ينهق الحمار، فلما مات مسخَه الله حمارًا. فهو في كل ليلة يخرج من قبره ويُفعل به كما رأيت. فنعوذ بالله من النار، ومن القطيعة والبوار، ومن شر الأشرار وكيد الفجار، ونسأل الله أن يدخلنا الجنّة التي تجري من تحتها الأنهار دار الأبرار بجوار النبيّ المختار.
أيها الغافلون، اذكروا الموت والسَّكرات، وخروج الرّوح والزّفرات، اذكروا هَوْل المُطَّلَع. من أكثر ذكر الموت أكرمه الله بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، والنشاط في العلم والعبادة. ومن نسيَ الموت ابتلِيَ بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسُل عن العلم والعبادة.
يا أهل الغفلة تذكّروا حال الموتى كيف يكون، اللَّحد مسكنهم، والتراب كفنهم، والرّفات جارهم، كانوا أطول أعمارًا وأكثرَ آثارًا، فما أغناهم ذلك من شىءٍ لما جاءَ أمر ربِّك، فأصبحتْ بيوتهم قبورًا، وما جمعوه بورًا، وصارت أموالهم للوارثين، و أزواجهم لقومٍ آخرين، حلَّ بهم ريبُ المنُون، وجاءهم ما كانوا يوعدون.
قال الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} سورة المؤمنون/115.
يتبع. — █