التحذير من قَوْلِ بعض الناس بأنَّ الكافرَ إذا أرادَ أنْ يُسْلِمَ يغْتَسِلُ ثمَّ يتشهَّدُ
التحذير من قَوْلِ بعض الناس بأنَّ الكافرَ إذا أرادَ أنْ يُسْلِمَ يغْتَسِلُ ثمَّ يتشهَّدُ |
إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالنا، مَن يهدِ الله فلا مُضِلَّ لهُ ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، نَحْمَدُهُ سبحانَهُ وتعالى فإنَّهُ لم يَزَلْ حليمًا غَفورًا، ونشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا الله شهادةً نكونُ بها يومَ الحسابِ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ إلى أهلِهِ مسرورًا، ونشهدُ أنّ سيّدَنا محمّدًا رسولُهُ ومُصْطَفاهُ الذي انْجَلَتْ محاسِنُهُ شمُوسًا وبُدورًا، صلى الله عليه وسلم وعلى الذينَ أظْهَرَ الله بِهِم دينَهُ من الأنبياء وجَزاهُمْ بما صَبَروا جَزاءًا مَوْفُورًا.
أمّا بعدُ قالَ الله عزَّ وجلَّ: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ *﴾ [سورة ءال عمران] .
فعَمَلاً بما أمرَنَا الله تعالى بهِ نُحَذّر اليومَ من قَوْلِ بعضِ الناسِ في مؤلفاتِهِمْ بأنَّ الكافرَ إذا أرادَ أنْ يُسْلِمَ يغْتَسِلُ ثمَّ يتشهَّدُ، وهذا والعياذُ بالله باطِلٌ باطِلٌ بلِ الواجبُ عليهِ أولاً أنْ ينطِقَ بالشهادتيْنِ بقولِهِ: «أشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا الله وأشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله» أو ما يُعطي معناهُما كأنْ يقولَ: «لا ربَّ إلا الله محمَّدٌ نبيُّ الله» ثمّ يغتسِلَ إنْ كانَ أجْنَبَ في حالِ كفرِهِ وجوبًا، وندْبًا أيْ مِن بابِ السُنَّةِ إنْ كانَ لم يُجْنِبْ.
وهكذا المرأةُ التي كانَتْ تَحِيضُ فهذِهِ تتشَهَّدُ ثمَّ تَغْتَسِلُ وجُوبًا.
اللهمَّ إنَّا نَسْألُكَ عِلْمًا نافعًا ولِسانًا ذاكرًا يا أَرحمَ الراحمينَ.