الخبــــر
الأصل في الجملة الاسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها ، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة المبتدأ ، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة ، ويسمى الجزء الثاني الخبر ،لأن الخبر وصف للمبتدأ في المعنى، فاستحق التأخير، أو لأنه يخبر عن حال المبتدأ ، وبه تتم الفائدة .
وغالبا ما يكون الخبر اسما ، وهذا الاسم ينبغي أن يكون صفة مشتقة ، والصفات المشتقة هي ” اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل ” نحو : محمد فاضل ، وعلي محبوب .
أحكام الخبر
للخبر أحكام تدل عليه ، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي :
1 ـ يجب فيه الرفع . والعامل في الخبر الرفع هو المبتدأ ،أوبتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون .
نحو : أنت كريم . فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ .
2 ـ الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة كما ذكرنا سابقا .
نحو : محمد فاضل .
والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه ، ولا الضمير البارز ، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده ، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا كما
أوضحنا سابقا ، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان ، أو المكان .
ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ فإنما هي إقبال وإدبار
فالشاهد قوله ” إقبال ، وإدبار ، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا ، غيرأنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها ، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما .
وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق .
نحو : القائد أسد . أي شجاع .
ومحمد فلسطيني . أي منتسب إلى فلسطين .
3 ـ أن يكون مطابقا للمبتدأ في إفراده وتثنيته وجمعه .
نحو : الطالب متفوق . الطالبان متفوقان . الطلاب متفوقون .
وتذكيره وتأنيثه .
نحو : الولد مؤدب . والفتاة مؤدبة .
ومنه قوله تعالى : ( تلك الجنة أزلفت للمتقين ).
4 ـ جواز حذفه إن دل عليه دليل ، وسنذكر ذلك بالتفصيل فيما بعد.
5 ـ وجوب حذفه ، وسنذكره فيما بعد.
6 ـ جواز تعدده ، والمبتدأ واحد .
ـ ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )
.وقوله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ المصور ) .
7 ـ الأصل فيه التقديم على المبتدأ ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا ، أو وجوبا ، سنذكر ذلك فيما بعد أيضا.