من ابواب البلاغة باب المساواة

من أبواب البلاغة باب المساواة وهو ما قال فيه ابن أبي الإصبع في “بديع القرءان” ما نصّه: “وهو من أعظم أبواب البلاغة، بل هو بعينه نفس البلاغة”. وهو أن يكون اللفظ مساوياً للمعنى لا يزيد عليه ولا ينقص، كما وصف بعضهم أحد البُلغاء فقال فيه: كانت ألفاظه قوالب لمعانيه، وامتدح ذو الرمة هذا النوع في قوله:
لها بَشَر مثلُ الحرير ومنطق = رخيمُ الحواشي لا هُراءٌ ولا نَزْر
فقوله :”لا هُراء ولا نزْر” أي أنّ ألفاظها لا تزيد على المعنى ولا تنقص عنه.
وقد وصف هند بن أبي هالة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “قولاً فصلاً لا فضل فيه ولا تقصير “، وقالت أم مَعْبَد عن كلامه صلى الله عليه وسلم:”لا نزْرٌ ولا هذرٌ، كأنّ منطقه خَرَزات نَظْم يتَحدَّرن “.
والكثير من ءايات الكتاب العزيز موصوفة بذلك ، ومن هذه الآيات قوله تعالى :”إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي يعِظكم لعلكم تذكَّرون ” سورة النحل ءاية 90 . فالله تعالى أراد أن يأمر بجميع المحاسن وينهى عن جميع القبائح، فجاء المعنى في لفظ هو طَبَقُه وقالب له لا يزيد ولا ينقص عنه، ومصداق ذلك أن أي لفظة إذا حُذفت اختلّ شيء من المعنى بحذفها، وإذا زيد في ألفاظها لفظة حصل اختلال كما حصل عند النقص.

أضف تعليق