من ابواب البلاغة باب تشابه الاطراف

من أبواب البلاغة باب “تشابه الأطراف “، وقد سماه ابن الأجدابي صاحب “كفاية المتحفّظ”

التسبيغ.

وتعريفه كما قال النويري في “نهاية الأرب” هو أن يجعل الشاعر قافية بيته الأول أول البيت الثاني، وقافية الثاني أول الثالث، وهكذا إلى انتهاء كلامه، وفي النثر هو أن يجعل ءاخر الجملة الأولى أول الجملة الثانية. ومن أمثلة ذلك من الشعر قول أبي النوّاس:
خُزَيمةُ خيرُ بني خازم = وخازم خير بني دارِم
ودارمٌ خيرُ تميم وما = مثلُ تميم في بني دارم
إلا البهاليل بني هاشم = وهم سيوفٌ لبني هاشم

والبهاليل جمع بُهلول، وهوالسيّد الجامع لكل خير ومنه قولُ ليلى الأخيَلية تمدح تالحجّاج:
إذا نزل الحجاج أرضاً مريضة = تتبَّع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداءِ العُضالِ الذي = بها غلامٌ إذا هزَّ الفتاة سقاها
سقاها فرواها بشُربِ سجاله دماءَ رجال يحلُبون صراها.
وممّا جاء في القرءان الكريم من هذا الباب قول الله تعالى: “الله نور السموات والأرض مثلُ نورِه كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجةٍ الزجاجةُ كأنَّها كوكبٌ درِّيٌ يوقد من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ يكادُ زيتُها يضيء ولو لم تمسَسْهُ نار نورٌ على نور يهدي الله لنورِهِ من يشاء “.
ومعنى قوله تعالى:”الله نور السموات والأرض “أي هادي أهل السموات وهم الملائكة وبعض أهل الأرض لنور الإيمان، ويؤيد هذا ما جاء في الآية “يهدي الله لنوره من يشاء ” فتبيّن أن النور المراد به الهداية وليس الضوءلأن الله لا يشبه شيئاً من خلقه.

أضف تعليق