بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علماء الإسلام تعبوا في تدوين المعلومات الدينية في كتبهم لم يكن في تلك الأيام كمبيوتر ولا آلات طابعة كانوا يخطّوا بأيديهم ويتعبوا حتى ألفوا هذه المؤلفات النافعة الكثيرة التي إلى اليوم نحن ننتفع بها
ولكن يطلع لنا في هذه الأيام أناس عبثاً وأتباعاً للهوى وإعجاباً برأيهم يريدون أن ينسفوا ما قررهُ علماء أهل السنة والجماعة بكلمة ، يقولون هذا لا يعجبنا نحن نريد شي جديد ، هم يريدون أن يغيروا شرع الله ولكن هيهات .
في كل وقت وكل عصر الله يقيضُ لهذا الدين من يحفظه أين سيذهبون ؟ هنالك علماء صادقين هنالك علماء أجلاء من أهل العلم والورع والتقوى في كل عصر، الأرض لا تخلوا منهم هؤلاء يدافعون عن دين الله لوجه الله ، لا يريدون من الناس مدحاً ولا جزاءً ولا شكوراً ولا مالاً، يريدون إقامة ما أمر الله سبحانه وتعالى به , إحقاق الحق وإبطال الباطل ، فمن تبع الحق طوبى له ومن أعرضَّ فليستعد لعذابٍ في القبر وعذاب في النيران ، نسأل الله أن يثبتنا على دين الله عزَّ وجلَّ .
بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، اليوم الداعي إلى الدين , معلم الدين المخلص إذا نصح الناس هذا حرام هذا حلال كثير منهم لا يعجبهم ، يريدون شيخ على هواهم ، يريدون من يفتيهم مثل ما يريدون إذا قلنا لهم المرأة المطلقة بالثلاث لا تحلّ لهُ حتى تتزوج هي من إنسان آخر وبشروط معروفة مقررة في كتب الفقه ، يقول هذا الجاهل أريد أن أرى شيخ آخر يحللها لي حتى أقول شلتها من ذمتي ووضعتها في ذمة الشيخ وعلى رقبته.
وكثير من يقول هذا ويقول يا شيخ أنا اريد ان أعيدها كنت زعلان فطلقتها ، فمنهم من طلَّق بأكثر من ثلاث ومنهم من طلَّق بالمائة، هذا ما نسمعه من الناس في أيامنا هذه .
أشتد الجهل وقلَّ العلم بين الناس حتى يتخذ الناس رؤوساً لهم جهالاً ، مثل أيامنا هذه وأكثر سيأتي فيضلُون ويضِلون ، كم نسمع اليوم من أناس يعيشون بالجهل غارقون في جهلهم لا يتكلمون إلا بأرائهم، لا يريدون أن يسمعوا قال الله وقال رسول الله ، يريدون أن يسمعوا فتوى تعجبهم
وإذا سمعوا فتوى تخالف الدين ولكن تعجبهم يقولون ما شاء الله ( شو هذا الشيخ إلي أعطانا هذه المسألة هذا فحلٌ كبير)، أما إذا أعطاهم إنسان مخلص فتوى شرعية كما في كتاب الله وفي حديث رسول الله لا يتقبلون ولا يعجبهم ويفتروا عليه الكذب ، ويخرجون عليه الإشاعات وينفرون الناس منه حتى لا يتعلم منه أحد الدين الصحيح، لماذا؟ لأنهم لا يريدون لأحد أن يتعلم الحقلا يريدون لأحد أن يقول لهم قف لا تحرف دين الله، قف لا تقول هذا، هذا مخالف لدين الله .
الله يعافينا و يخرجنا من هذه الدنيا بسلامة وأن نموت على دين الإسلام.
من أراد الجنة يتبع دين الله دين محمد في كل شيء حتى لو أتى شخص وقال أنا كل شيء يعجبني في دين محمد عليه السلام إلا هذا الشيء نقول له أنت أيضاً لا تعجبنا ونتبع دين محمد عليه السلام لأن الحق أن نتبع دين محمد عليه السلام بدلاً من نتبع هذا الشاذَّ الذي شذَّ إلى النار.
فليبحث الإنسان إلى من يأخذ منه دينه ويتعلم العلم الصحيح ، ولا يقول أنا أضع هذا الشيء في ذمة الذي أفتاني ….لا ….. الله سبحانه وتعالى قال { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَى}.
السائل والمسؤول الذين عملوا بالفتوى الباطلة الاثنين يحاسبوا يوم القيامة ، فلا بد من العلم.
لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجرُ شهيد”.
لماذا له أجرُ شهيد ؟! لأنهُ أدى الواجبات واجتنب المحرمات في وقت الفساد حوله كثير، لو مات على فراشه له أجر شهيد عند الله سبحانه وتعالى لشدة ما يلاقي ، ولصعوبة ما يجده من الناس هذا يكذب عليه وهذا يفتري عليه وهذا يخرج إشاعة ، وهكذا .
فالذي يريد هذا الأجر يعمل بحديث الرسول ” المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجرُ شهيد ” ، الآن فسدت أكثر الأمة ، كم من الجهال الآن ، كم يوجد ضالين ، كم من انسان يدعي المشيخة
وهو ضالٌ مُضلِ يُحرِفُ دين الله عزَّ وجلَّ ، اتخذ العمامة والمشيخة للشهرة والمنصب وغير ذلك من بثَّ الفتاوى الضالة ، هذا موجود وكثرت الفرق التي تدَّعي الإسلام وهم بعيدون عن الإسلام بُعد السماء عن الأرض. (يوجد منهم في هذه الأيام ).
ماذا علمنا الرسول عليه السلام ؟! علمنا أن نتمسك بشرع الله , يُنجيك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم “المتمسك بسنتي” معنى السنة هنا الشريعة ، لم يقصد الرسول عليه السلام أن تحمل السواك في هذا الحديث ولا وضع العمامة ولا قصده صلاة السنة ، قصدهُ بالشرع العقيدة والأحكام.
” المتمسك بسنتي”، يعني بشرع الرسول عليه السلام أدى الواجبات واجتنب المحرمات.
” عند فساد أمتي “،أي عندما يظهرُ الفساد له أجر شهيد ولو مات على فراشه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي وآخر من يحشرُ راعيان من مُزَينه يريدان المدينة يَنْعِقان بِغَنَمِهِما فيجيدانِها وحشاً حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما
بعد هبوب الريح بزمن يعلمه الله وحينها لا يكون على وجه الارض احد من المسلمين لا يوجد من يقول الله الله بعد ذلك تخرب المدينة المنورة ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
“يتركون المدينة على خير ما كانت ( أي على أحسن حال كانت عليه من قبل ) لا يغشاها إلا العوافي ( العوافي السباع والطير) وآخر من يحشر راعيان ( رسول الله صادق يخبر عن الله عزَّ وجلَّ ) وآخر من يحشرُ راعيان من مُزَينه ( قبيلة من مُضر) يريدان المدينة يَنْعِقان( يصيحان) بِغَنَمِهِما فيجيدانِها وحشاً ( يعني يجدوها ذات وحوش ، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يأتي وقتٌ تترك المدينة لا يبقى فيها أحد )”.
من يبقى فيها…؟! يبقى الطيور والسباع
فآخر من يُحشر ، يعني هذا يحصل في آخر الزمان قبل أن تقوم القيامة آخر من يُحشر راعيان من مُزَينه، شخصان يعملان في رعي الغنم من قبيلة مُزَينه من مضر يريدان المدينة ينعقان ( يصيحان) بغنمِهِما فيجدانها وحشاً ( يأتيان إلى المدينة يريدون أهل المدينة، فلا يشاهدان إلا الوحوش ).
لنكمل الحديث “حتى إذا بلغنا ثنية الوداع ( ثنية الوداع هذه بالمدينة يعني من سافر إلى مكة كان يُدَّع هناك و يُشَّيَّعُ إليها ) فإذا وصلا إلى ثنية الوداع خَرَّا على وجوههم ( سقطا ميتين, لما يطلعوا من المدينة ويصلوا إلى ثنية الوداع يقعان ، يعني يوم القيامة قامت ونفخ في الصور, يعني تأخذهم الصعقة حين النفخة الأولى حيث ينفخ إسرافيل عليه السلام ، فهؤلاء يصعقان، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم)”.رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد.
وفي رواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
ليتركنها اهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي . ( يعني للسباع والطير ) رواه مسلم والامام احمد
وفي رواية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
أما والله يا أهل المدينة لتدعنها اربعين عاما للعوافي . ( يعني للطير والسباع ) رواه الامام احمد
وفي رواية عند الإمام مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
” لتُتْرَكُنَّ المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخُلَ الذئب فَيَعوي على بعض سَوَاري المسجد أو على المنبر، قالوا فلمن تكون ثمارها، قال عليه السلام للعوافي . ( الطير والسباع )”.
وفي رواية رواها عمر بن شبّة باسناد صحيح عن عوف بن مالك قال
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ثم نظر الينا فقال أما والله ليدعنها اهلها مذللة اربعين عاما للعوافي, اتدرون ما العوافي ؟ الطير والسباع
وفي حديث موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه قال آخر من يحشر رجلان رجل من مزينة وآخرمن جهينة فيقولان اين الناس فيأتيان المدينة فلا يريان الا الثعالب فينزل اليهما ملكان فيسحبانهما على وجوههما حتى يلحقاهما بالناس
وهذا كلام ابي هريرة لولا انه سمع هذا من رسول الله لما حدث بها وهذا مصداق لبقية الاحاديث التي ذكرناها سابقا
وهذا ما سيحدث في آخر الزمان وهو أن المدينة تخربُ وهي آخر قرية من قرى الإسلام خراباً بعد ذلك تقوم القيامة.
ويحدث من العلامات الكبرى قبل أن تقوم الساعة قبل أن يُنفخُ في البوق وهي آخر علامة من علامات الساعة الكبرى ، تخرجُ نارٌ من أرض اليمن وتسوق الناس إلى أرض المحشر وهذه آخر علامة من علامات الساعة الكبرى.
وسبحان الله رب العالمين ، اللهم أمِتنا على كامل الإيمان .