بسم الله الرحمن الرحيم
يذكر أهل التاريخ أنَّ أبا طاهر القرمطي كان عدوًا لله، وأنه وافى مكةَ في السابع من ذي الحجة سنةَ تسعَ عشر وثلاثمائة، وأتى وأصحابُه أمورًا مُنكَرة منها أنَّ بعضَ أتباعِه ضربَ الحجر الأسود بمطرقةٍ من حديد فكسَره، ثم قلعَه وذهب به إلى بلادهِ وتسمى اليوم “الإحساء”، وبقي موضعُه من الكعبة المعظمةِ خاليًا، فكان الناسُ يضعون أيديَهم في موضعِه للتبرك إلى حين رُدَّ إلى موضعِه من الكعبة بعد اثنتين وعشرينَ سنةً وأربعةِ أيام، أي في سنة تسعٍ وثلاثينَ وثلاثمائة، وقد أتى به مكةَ سنبر بن الحسن القرمطي، فلما صار بفناءِ الكعبة ومعه أمينُ مكة أظهَرَ الحجرَ، وأحضر معه جِصًا يُشدُّ به، فوضع “سنبرُ” الحجرَ، وشدَّ الصانعُ بالجصّ، ونظر الناس إلى الحجر فتبيَّنوه وقبّلوه واستلموه وحمدوا اللهَ تعالى. وكان ردُّ الحجرِ الأسود في موضِعه قبلَ حضور الناس لزيارةِ الكعبة يوم النحر.