بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الإمام أبو عمرو بن الصلاح في منْسَكِه أنَّ بعضَ الغجر والمحتالين ابتدعوا في الكعبة المكرمة أمريْنِ باطليْن عَظُمَ ضررهما على العامَّة، أحدهما ما أطلقوا عليع اسم “العروةِ الوثقى” حيث عمدوا إلى موضع عال من جدار البيت المقابل لباب البيت العتيق فسمَّوْه بالعُروة الوثقى، وأقعوا في قلوب العامة أنَّ منْ ناله بيده فقد استمسكَ بالعروة الوثقى، وأحْوَجُوهم إلى أنْ يقاسوا في الوصول إليهِ شدَّة وعناء، ويركَبُ بعضهم فوق بعض، وربما صعدتِ الأنثى فوقَ الذكر ولامستِ النساء الرجال ولامسوهنَّ فلحقهم بذلك أنواعٌ من الضررِ دُنيا ودِينًا. والثاني مسمار في وسط البيتِ سموه “سرة الدنيا” وحملوا العامَّة على أنْ يكشِفَ أحدُهم عن سرّته وينبطِحَ بها على ذلك الموضع حتى يكونَ واضعًا سُرَّتَه على ذلك المسمار والعياذُ باللهِ تعالى.
وقال صاحب “شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام”: وهذان الأمران لا أثرَ لهما الآنَ في الكعبةِ”. وكان زوال البدعة التي يقال لها “العروةُ الوثقى” في سنة إحدى وسبعمائةٍ بأمر من الصاحب زينِ الدين أحمدَ بن محمد بنِ عليِ بنِ محمد المعروف بابن حِنَّاء بعد أنْ توجَّه إلى مكَّة في أثناءِ سنة إحدى وسبعمائة ورأى فيها ما يقَعُ من الفتنةِ بسبب تلك البدعة فأمرَ بقلعها فقُلِعَت.