حريقٌ كبير بالجانب الغربي من المسجد الحرام

حدثَ ذلكَ ليلة السبت في الثامنِ والعشرين من ذي الحجة سنة 802 للهجرة، وسبب ذلك ظهور نار من مكانٍ ملاصقٍ لأحدِ أبواب المسجدِ الحرام في الجانبِ الغربيّ منه، وكان سببه واللهُ أعلم، أنَّ بعض أصحاب الخَلاَوي ترك سراجًا موقدًا في خَلْوَتِه، وخرَجَ عنها، فسحبَتِ الفأرة الفويسِقةُ فتيلةَ السراج منه إلى خارجه، فأحرقتْ ما في الخلوة، واشتعل اللهيبُ في سقف الخلوة وخرج من الشباكِ المُشْرف على الحرم، واتصل بسقفِ المسجد لقربه منه، فما كان أسرعَ اشتعالَ سقف المسجد والتهابه، وعجَزَ الناسُ عن إطفائِه لعلوه من المسجد الحرام، واستمرت النارُ تأكل السقفَ إلى أن وصل الحريق إلى الجانب الشامي، واستمرت تأكل من سقفِ الجانب الشمالي إلى أن انتهى إلى باب العجلة (والذي يسمى الآن الباسطية). وكان هناك أسطوانتان هدمَهُما السيل العظيم المهولُ الذي دخل المسجدَ الحرام في الثامن من جمادى الأولى من السنة المذكورة وخرَّب عمودين منْ أساطين الحرم الشريف بما عليهما من العقودِ والسقف، فكان ذلكَ سببًا لوقوفِ الحريقِ وعدمِ تجاوزه عن ذلك المكان.

أضف تعليق