معاليق الكعبة المشرَّفة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال المسعوديّ في “مروجِ الذهب”: كانت الفُرْس تهدي إلى الكعبة أموالاً في صدر الزمانِ وجواهر، وقد كان ساسان بن بابِك أهدى غزالتيْن من ذهب وجواهرَ وسيوفًا وذهبًا كثيرًا إلى الكعبةِ. وقال الفاسيُّ صاحبُ “شفاءِ الغرام”: ويقال إنَّ كلابَ بن مرة بنِ كعب بنِ لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشيّ أولُّ من جعل في الكعبةِ السيوف المحلاَّةَ بالذهب والفضة ذخيرةً للكعبة، وذكر ذلك صاحب “المورد العذب الهَنِيء” ثمَّ نُقل عن الأزرقيّ ذِكْرُ أشياءَ أهديت إلى الكعبة منها أنَّ أميرَ المؤمنينَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمَّا فتحَ مدائِنَ كِسرى كان قد بُعث إليهِ هلالان فعلّقهما في الكعبةِ، وبعث السفاحُ بالصفحةِ الخضراء فعُلّقَت في الكعبة، وبعث المؤمنون بالياقوتة التي تُعلَّق في كلّ موسم بسلسةٍ من الذهب لتعلَّقَ في وجهِ الكعبة، وبعث المتوكل على الله بشمعَةٍ من الذهب مكلّلة بالدُّرِ الفاخر والياقوت الرفيع والزبرجد تُعلق في سلسلة من الذهب في وجه البيت في كلّ موسم، وأهدى المعتصمُ العباسيُّ قفلاً لباب الكعبة فيه ألفُ مثقال ذهبًا في سنة تسع وعشرين ومائتين، وكان والي مكة من قِبَلِهِ صالح بن العباس، فأرسل إلى الحجبةِ ليعطيَهم القفلَ، فأبوا أنْ يأخذوه، وأراد أنْ يأخُذَ القفلَ الأول ويرسلَ به إلى الخليفة فأبوا أنْ يعطوه له، وتوجهوا إلى بغداد وتكلَّموا مع المعتصم، فترك قفلَ الكعبةِ عليها وأعطاهُم القفلَ الذي كان بعثه إليها فاقتسموه بينهم.

وقال القطبيُّ في “إعلامُ العلماءِ الأعلام ببناء المسجد الحرام”:” وقد وصل في سنة 984 للهجرة منَ الباب الشريف السلطاني محمد جَاوش، وكان قبْلَ ذلك كاتبًا على عمارةِ الحرم الشريف، وجهزَتِ السلطنة الشريفةُ صحبةَ محمد جاوش المذكور ثلاثةَ قناديلَ من الذهب مرصَّعةٍ بالجواهر لتعلّق اثنان منها في سقف بيتِ اللهِ والثالثُ في الحجرة النبويةِ تُجاهَ الوجهِ الشريفِ النبويّ عليهِ الصلاة والسلام، فوصل محمد جاوش بالقناديل والخِلَع، وعلَّق القنديلين في البيت الشريف تجاه الباب ثمَّ توجَّه إلى المدينةِ المنورةِ وعلَّق القنديلَ في الحجرةِ المنيفة، وهو أوَّلُ منْ علَّق قناديلَ الذهب في الحرمينِ الشريفينِ أيام دولة سلاطين بني عثمان.

وفي موسم سنة 997هـ وصل من الباب العالي إبراهيم بك الدفتردار بالباب سابقًا ومعه قنديلٌ من ذهب مرصَّع بالجواهر وفي وسطه ـ كما شاهدته ـ منديل مطرّز بالذهب وفيه ورقةٌ بخط مولانا السلطان مرادخان وعلَّق القنديلَ بالمنديل والورقة بالبيتِ الشريف بعد أنْ حجّ، وكان ذلك في أوائل محرمٍ الحرام سنة 998هـ”.

أضف تعليق