مقام ابراهيم عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
مقامُ إبراهيمَ هو الحجرُ الذي وقفَ عليه الخليلُ عليه السلام حين بنى الكعبةَ المشرّفة؛ قال القاضي عزُّ الدينِ بن جماعة: وقد ذكر الأزرقيّ أن ذَرعَ المقامِ ذراع. وأولُ ما حُلّي المقام في خلافة المهدي بن المنصور العباسي المتوفَّى سنة 169 للهجرة، وكان قد رُفِعَ فانثلَم لرخاوةِ حجَره، فكتب الحجبة إلى المهديّ يعرّفونه بذلك، وأنهم يخشونَ عليه أنْ يتفتّت، فبعث المهدي بألف دينار أو أكثر لإصلاح ذلك؛ فلما كانت خلافة المتوكل وهو ابن المعتصم بن الرشيد، وقد توفي مقتولاً سنة 247هـ، زِيد في تحلية المقام بالذهب، وجعل ذلك فوق حليته الأولى، ثم إن جعفر بن الفضل العباسي عاملَ مكة، ومحمدَ بن حاتم قلعا حليته في خلافة المتوكل وضرباها دنانير ليستعينا بذلك في حربهم إسمعيلَ بنَ يوسف العلوي سنة 251 للهجرة؛ وبقيت حلية المهدي على المقام إلى أنْ قُلعت عنه سنة 256 لأجل إصلاحه، فعُمل له طوقان من ذهب، وأُحضر المقام إلى دار الإمارة، وأُذيبت له العقاقير بالزئبق، وشُدَّ بها شدًا متينًا حتى التصق، وكان قبل ذلك سبعَ قطع زالَ عنها الالتصاق بعد أن قُلعت عنه الحلية سنة 255 للهجرة لأجل إصلاحه. ثمَّ أُعيد إلى موضعه يومَ الاثنين لثلاثِ ليال خَلون من ربيع الأول سنة 256 للهجرة بعد أنْ وُسّع الطَّوْقان الذهب لضيقهما.

أضف تعليق