بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأزرقيّ: حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بنُ الورد قال: سمعت ابن مَلِيْكَة يقول: موضعُ المقام هو هذا الذي هو به اليوم هو موضعُه في الجاهلية، وفي عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، إلاَّ أنَّ السيلَ ذهب به في خلافةِ عمر، فجُعِل في وجه الكعبة حتى قدِم عمرُ فردّه بمحضرٍ من الناس.
أما فضل المقام فهو ثابت مشهورٌ بنصّ القرءان الكريم والسنةِ الشريفة الصحيحة؛ فأما القرءان فقولُه تعالى :{فيه ءايات بيناتٌ مقامُ إبراهيم}. وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم :”إنَّ الحجر والمقام ياقوتتانِ من يواقيتِ الجنة طمسَ اللهُ نورَهما، ولولا أن طمس نورَهما لأضاءا ما بينَ المشرق والمغرب”.
وكان أبو طاهر القُرمطي يريد أخذَه مع الحجر الأسود، فلم يظفَرْ به لأنَّ سَدَنَة المسجد غيّبوهُ في بعض شعاب مكة؛ ولا يزال هذا المقام محروسًا بحراسةِ الله إلى حين رفْعِه إلى الجنة كما هو مقتضى حديث عائشة الذي رواه الأزرقي في تاريخه.