كما ذكرنا في مقالات سابقة أن أدلة جواز التبرك كثيرة ومنها أيضا أن المرضى كانوا يُرسِلون أكوابَهم إلى أم المؤمنين أم سَلَمَة لتغمس لهم من شَعَرِ رسول الله ﷺ في الماء رجاء الشفاء بإذن الله تعالى.
روى البخاري في صحيحه: “حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ إسماعيلَ حَدَّثَنَا إسرَائِيلُ عَن عُثمَانَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مَوْهَبٍ قَالَ: أَرسَلَنِي أَهلِي إلى أُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ النَّبِيِّ ﷺ بِقَدَحٍ مِن مَاءٍ، وَقَبَضَ إسرَائيلُ ثَلَاثَ أَصَابِعَ مِن قُصَّةٍ فِيهِ شَعَرٌ مِن شَعَرِ النَّبِيِّ ﷺ، وكان إِذَا أَصَابَ الإنسانَ عَيْنٌ أو شَىءٌ بَعَثَ إليها مِخْضَبَهُ” اهـ.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: “والمراد أنه كان مَن اشتكى أرسل إناءً إلى أم سلَمة فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه وتعيده فيشربه صاحب الإناء أو يغتسل به استشفاءً بها فتحصل له بركتها”.