من أسرار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته
يقسمُ أحد مُخيّطين ستار القبر الشريف
قائلا: “كنت أدخل الخيط في ثقب الإبرة من غير نظارة، رغم الضوء الخافت الذي كنا نعمل فيه. كيف تفسر ذلك، وكيف تفسر أنني لم أشعر بحساسية في صدري كنت أعاني منها وما زلت، فأنا أسعل بشدة مع أدنى غبار، لكنني يومها لم أتأثر بغبار الحجرة، ولا بالأتربة المتطايرة، كأن التراب لم يعد ترابا، وكأن الغبار أصبح دواءً لعلتي، كنت أشعر طوال تلك الليالي أنني شاب، وأن فتوة الصبا قد ردت اليّ .
وأنا خبير في تركيب العطور لكن الرائحة التي شممتها في الحجرة الشريفة لم أشم مثلها في كل حياتي .
لقد حدث معي شيء غريب آخر لم أفهم سره حتى اليوم، فبعد تجديد كسوة الحجرة يومها، كان علينا أن نخرج الستارة القديمة، حمل من حمل الستارة، وبقي حزامها المطرز بطول 36مترا، فقال لهم لفوه ثم أتركوه، تقدم إليه، وحمله على ضعفه فوق كتفه هذا وأشار بيده على كتفه، قال خرجتُ به من الحجرة النبوية، لم أشعر بثقله أبدا، لكنهم بعد ذلك جاءوا برجال خمسة ليحملوه فلم يستطيعوا، وانخرط الراوي في بكاء صامت، وأكمل بتأوه: سألَ بعضهم عن الذي حمله وجاء به الى هنا، قلتُ مجيبا: أنا، لم يصدقوا.. فقال لهم اسألوا عبد الرحيم بخاري خطاط الكسوة الشهير.
اللهم انفعنا ببركات سيدنا رسول الله وأكرمنا الليلة برؤيته.