إن نعم الله على خلقه لا تعد ولا تحصى:( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )، وإنّ من نعمه العظيمة على الناس هذا اللسان الناطق، الذي يتكلم به الناس ويعربون عما يريدون به، ويقضون به حوائجهم، ويذكرون به الله خالقهم.
إن لسان الإنسان له في الخير مجال واسع، وله في الشر باب عريض، فمن أطلق لسانه وأرخى له العنان سلك به سبل الشيطان وساقه إلى قعر النار كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ” إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة لايرى بها بأساً يهوي بها في النّارسبعين خريفا”،فمن لهؤلاء الذين في غفلتهم يطلقون ألسنتهم في سب الله أو الإستهزاء بالشرع أو التسرع بكلام فيه ما يسخط الله أن يقول لهم إن من الكلام ما بسبه يهوي المرء إلى قعر جهنم وهذا مقر الكفار المخلدين في النار والعياذ بالله تعالى من الكفر، وأنه لابد لهم من التلفظ بالشهادتين تائبين لله قبل فوات الآوان، وليعلم أنَّ الله يحاسب العباد على كلامهم قال الله تعالى ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فلا ينطق إلا بما ينفعه في الدنيا.