بيان مهم من عقائد الإسلام

هذا بيان مهم من عقائد الإسلام فجزى الله خيرا من كتبها ومن ارسلها ومن علم الناس عقائد الإسلام

اقرأها بتدبر ترشد وتفهم والإيمان بقلبك يزداد و يرسخ

ثم انشرها بين الناس فإن الحسنات يذهبن السيئات

الله خالق المكان والجهة فيستحيل في حقه تعالى المكان والجهة، الله سبحانه وتعالى متصف بكل كمال في حقه فهو منزه عن كل نقص، أي ما لا يليق به تعالى كالجهل، يستحيل على الله الجهل والعجز، يستحيل على الله أن يكون عاجزاً والمكان الله يستحيل عليه أن يكون ساكناً في مكان،

إذا قال لك شخص نشأنا من الصغر ونحن نقول الله موجود في كل الوجود، أو الله موجود في كل مكان فلماذا أنتَ الآن تريد أن تغير لنا هذا؟

فقل له لأن كلامك لم يأتِ من القرءان ولا من الحديث ولا من كلام العلماء الصالحين، ولا من كلام الأئمة المهديين

بل ما يؤخذ من القرءان والحديث وكلام العلماء لا يوافق ما أنتَ تقول فالله سبحانه وتعالى هو خالق المكان،

قل له الله أزلي موجود بلا بداية، وهو خالق كل شىء سواه فإذًا هو خالق المكان والجهات، بطريق بسيط مقبول فى العقل السليم الذي خلق المكان ألا يكون موجوداً قبل خلق المكان! بلى يكون موجوداً قبل خلق المكان والجهة، الله الذي ليس كمثله شىء هو خالق المكان فإذًا كان موجودا قبل خلق المكان بلا مكان ولا جهة فكما صحّ في العقل وجود الله قبل خلق المكان والجهات بلا مكان ولا جهة، يصح في العقل وجوده بعد خلق المكان بلا مكان ولا جهة وهذا لا يكون نفياً لوجود الله تبارك وتعالى،

وما ورد في القرءان مما يوهم ظاهره خلاف هذا الذي نقول فلا يكون المقصود به الظاهر لأن القرءان يستحيل أن يعارض بعضه بعضاً بل يعاضد ويناصر ويؤيد بعض آيات القرءان بعض آيات القرءان فمثلا لو قال لك قائل أليس الله عزّ وجل يقول:(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)(الملك: من الآية16) فكيف تقول أنتَ إن الله موجود بلا مكان ولا جهة؟

نقول له أأمنتم من في السماء لا يُحمل على الظاهر المتبادر إلى الأذهان الذي يوهم أن الله يسكن السماء لأن الله خالق السماء، ولأن الذي يكون في السماء لابد أن يكون محصوراً، والذي يكون محصوراً لا بد أن يكون له حجم والذي له حجم لا بد أن يكون بحاجة لمن جعله في هذا الحجم الذي هو عليه دون غيره من الأحجام، والذي يحتاج إلى غيره لا يكون إلهاً.

إذاً ما معنى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)؟
هذه الآية يجوز أن تُفسّر بالملائكة (أأمنتم من في السماء) أي الملائكة، أي المقصود هنا جبريل (أن يخسف بكم الأرض) هو الملك يخسف بأمر الله بكم الأرض، هذه الآية هكذا يجوز أن تُفسّر بهذا المعنى ومن أراد أن لا يدخل في تفاصيلها بهذا وقال أأمنتم من في السماء أي الذي هو رفيع القدر جدا فذلك يجوز أيضا ولا بأس به،

وتفسير هذه الآية يوافق ما جاء في الحديث الذي رواه الحافظ العراقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ارحموا من في الأرض يرحمكم أهل السماء” فإنه معلوم أنه لا يجوز أن يُقال عن الله أهل السماء.
هذا الحديث رواه الحافظ العراقي أما الرواية المشهورة عند الناس والمتناقلة وهي أيضاً صحيحة “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” فتُفسّر هذه الرواية على رواية الحافظ العراقي لأنه أحسن ما يفسر به الوارد الوارد، يعني أحسن ما فَسّرتَ به الوارد أن تفسره بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي مسند الإمام أحمد رواية لهذا الحديث “ارحموا من في الأرض يرحمكم الذين في السماء” وهو أيضا يُفسَّر بالملائكة.

أما المشبهة لينسبوا المكان لله، فإنهم يقولون لك: ماذا تقول في حديث الجارية؟ وهو حديث في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للجارية “أين الله”.
الرسول هو أعرف الناس بربه لا يجوز أن يكون قصد الرسول بقوله أين الله سؤال عن المكان كما يزعم المشبهة، بل سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله “أين الله” أرادَ منه أن يعرف اعتقاد هذه الجارية، هل هي تؤمن بالله أم تعبد الأصنام الموجودة في ذلك الزمان، التي كان يعبدها المشركون، فقال لها: أين الله، معناه ماذا تعتقدين في الله؟ هذا هو معناه، فقالت في السماء، أي رفيع القدر جدا، هذا معنى في السماء، وليس معنى في السماء أنه يسكن السماء كما يزعم المشبهة، لأن السماء هي مكان تسكن فيه الملائكة،

وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” أطـت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيها ملك قائم أو ساجد، أو راكع”، يعني أن السموات مشحونة بالملائكة، مملوءة بالملائكة في السموات السبع فهؤلاء يزعمون أن الله يسكن السماء مع الملائكة في مكان هو أقل من أربع أصابع فهل يقبل المسلم العاقل ذلك؟! لا يقبله، إنما الذي نقوله إن الله عزَّ وجل مُنزه عن المكان لا يسكن السماء، ولا غير السماء من الأماكن، ومنزه أيضاً ربنا سبحانه وتعالى عن اللون والحد،

فالقاعدة التي نقولها هي ما قاله ذو النون المصري والإمام أحمد رضى الله عنهما: “مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك” هذه القاعدة قالها ذو النون المصري وقالها الإمام الجليل أحمد بن حنبل رضي الله عنهما، يعني أي شىء يخطر في بالك من الأشكال والصور والأوهام هذا مخلوق، هذا الشىء الذي يخطر في بالك لا يكون إلا مخلوقا، والمخلوق لايكون إلهاً،

قال أبو جعفر الطحاوي المولود سنة 237هـ وهو من أئمة السلف في القرون الثلاثة الأولى في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة، عقيدة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه وصاحبيه محمد بن الحسن، وأبي يوسف القاضي قال في هذه العقيدة: “لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات” قال عن الله لا تحويه الجهات الست يعني اليمين والشمال وتحت وفوق وقدّام وخلف، هذه الجهات الست لا تحوي الله، لأن الذي تحويه الجهات لا يكون إلا مخلوقاً،

الذي يوقع هؤلاء المشبهة في هذا أنهم يقيسون الله على أنفسهم وهذا القياسُ قياس شيطاني، لا يجوز أن تقيس الله على نفسك. الشيطان يقول لك، أنت هنا المَلَك في السماء ، فلان في مكان كذا، أين الله؟! يريد بذلك إثبات المكان لله، اكسر الشيطان واغلبه بأن تقول “مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك” ، وبأن تقول “الله خالق كل شىء ، فلا يحتاج لشىء” وبأن تقول: “الله لا يشبهنا ولا يشبه خلقه ،

فلا يجوز أن نقيسه سبحانه وتعالى على أنفسنا ، وعلى سائر الخلق”، معناه لا يجوز على الله أن يكون محدوداً فإذاً هو منزه عن أن يكون جالساً لأن المتصف بالجلوس لا بد أن يكون محدوداً، والمحدود يحتاج إلى من حده بذلك الحد، ولا يجوز أن يحد نفسه بحد يكون عليه لأن معنى ذلك أنه خلق نفسه، وذلك محال، لأن الشىء لا يخلق نفسه،

نستفيد من هذا الكلام أن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجلوس ليس كمثله شىء، يعني أن الله لا يشبه شيئاً من خلقه بالمرة ولا بأي وجه من الوجوه الذي يقول الله جالس شبه الله بخلقه، الجالس لا يكون إلا مخلوقاً، الجلوس من صفات المخلوقين،

الجالس له قسم أسفل وقسم أعلى، ليكون جالسا، الجالس له إلية، الجالس له ركبة تنثني، الجالس له هيئة وصورة من الصور، وهيئة من الهيئات لأنه يكون في حالة التورك والافتراش، والتربع، وغير ذلك من الهيئات أو الاحتباء وكل ذلك مخلوق، والله سبحانه وتعالى يستحيل عليه ما هو من صفات المخلوقين.

وسبحان الله العظيم

أضف تعليق