اتقوا الله القائِلِ في مُحْكَمِ كِتابِه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{9} فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}{10}(سورة الجمعة).
في هذِه الآيةِ الكريمةِ يأمرُ اللهُ تباركَ وتعالى عبادَهُ المؤمنِينَ إذا سمِعوا نداءَ يومِ الجمُعةِ أن يسعَوا إلى ذِكْرِ اللهِ تعالى، إلى عبادةِ اللهِ تعالى، إلى أداءِ صلاةِ الجمعةِ وأن يدَعوا البيعَ والشراءَ فإنّ ذلكَ خيرٌ لهم وأرجَى لهم عندَ اللهِ عَزَّ وجلَّ وأعْوَدُ عليهم بالبرَكاتِ والخيراتِ والحسناتِ، فإذا أدَّوُا الصّلاةَ وفرغُوا منها فلْينتشروا في الأرضِ لقضاءِ مصالحِهم ولْيطلبوا مِن فضلِ اللهِ تعالى فإنّ الله هو الـمُنعمُ المتفضّلُ الذِي لا يُضيعُ أجرَ مَنْ عمِلَ عملا صالحًا مِنْ عبادِه المؤمنينَ فمَنِ التزمَ ذلكَ نالَ ثوابًا عظيمًا وحازَ أجْرًا وفضْلا عميمًا، ومَنْ لم يفعلْ فقد فوّتَ على نفْسِه هذا الفضلَ الكبيرَ فإنَّ فريقًا مِنَ النّاسِ يؤْثِرونَ الدّنيا الفانيةَ على الآخرةِ الباقيةِ وينصرفونَ إلى متاعٍ زائلٍ فيشغلُهم ذلكَ عنْ أداءِ صلاةِ الجمعةِ بغيرِ عذرٍ فيكونونَ بذلكَ قدْ وقَعوا في الوِزرِ لأنَّ ترْكَ الجمعةِ بغيرِ عذرٍ مَنَ الأعذارِ المسقِطةِ لوجوبها عنِ المؤمنِ حرامٌ والعياذُ باللهِ تعالى.