آحذروا هذه العبارة و هي قولهم : ( الإنسانُ مُسيَّرٌ أم مُخيَّرٌ )
فهذه الكلمة غلطٌ لغةً وشرعاً
لأنَّهُ إنْ أُريدَ بـ..مُسيّر..أي أنّ الإنسان كالريشة المُعلّقة في الفضاء يضربها الهواء يمنة و يسرة فهذا قول الجبريّة الذين قالوا ان العبد لا ارادة له و هو ضلال مُُبين.
وإن أُريد بـ ..مُسيّر أنّ الناس مُسيَّرُون بمعنى أن الله يمكِّنُهُم من السيْر في البرِِّ والبحر فهذا مُسلَّمُ به و لا شكّ فيه ..قال تعالى : [ هُوَ الَّذِى يُسَيّرُكُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحرِ] [سورة يونس : 22] معناه الله تعالى يمكنكم من السير ، هُو سُبحانه الذي يخلق فينا الحركة الاختيارية والحركة غير الاختيارية.
أما مُخيَّرٌ فهو من التَّخيير أي الذي يُخيََّر بين أمرين ونحو ذلك فالتخيير هنا لا معنى له …فإنّ الله ما خيّرنا بين الإيمان و الكفر ، إنّما أمَرَنا سـبحانه بالإيمان و نهانا عن الكفر.
فرق بين المختار الذي هو من الاختيار و المخيّر الذي هو من التخيير العبارة الصحيحة التي تُقال..العبدُ مُختار تحت مشيئة الله وما أكثر من يلهج بذلك من أدعياء العلم .
اللهَ نسأل السلامة