..
احذر من عبارة من يقول: “الله لا يوفّـقُـكَ”
ليُعلم أنّ كثيرا من العبارات و الكلمات ممنوعة إطلاقها وإن كان أصحابها لا يفهمون المعنى الأصليّ للكلمة.
فمنها على سبيل المثال, قول: “الله لا يُوفّـقُـك”….فإن هذه الكلمة دارجة على ألسنة كثير من النّاس لا سيما في بلاد الشام. وأعني بالشام: لبنان وسورياّ والأردن وفلسطين وغيرها.
وقد يتسائل أحدهم: ولماذا لا نقولها وما المانع…؟
فالجواب: أنه لو علِمتَ معناها الأصليّ لم ترضها لا لنفسك ولا لغيرك. إذ معنى التوفيق هو “خلق القُدرة على الطّاعة”.
فإذا قُلتَ لِـشخص: “وفّقَكَ الله” تكون دعوتَ له بأن يُيَسرَّ اللهُ لهُ الخيرَ، يَسَّر الله لهُ ما يُحبُّه لعبده من الإيمان به وغير ذلك مما يُحبُّه الله و يرضاه. هذا معنى “وفّقَكَ الله”.
وليس معنى “وفّقَكَ الله” كما يظن البعض : “قدَّر اللهُ لكَ المالَ”. لا… فإنّ هذا لا يُقالُ لهُ تَوفيقٌ، مَهما كثّرَ اللهُ تَعالى للعَبدِ الرِّزقَ لا يُقالُ وفّقَه.
إنما يقالُ وفّقَه إذا أَجْرى الله على يَدِه الخَير، أي العَمل الصّالح الذي أمَرَ اللهُ به.
لذا لا يجوز أن يقال لشخص: “الله لا يوفّقك” لأن معناه: الله لا يُمكّنُك من فعل الخير!
وهل يرضى عاقل لأخيه المسلم أن لا يُجري اللهُ الخيرَ على يديه! فالمسلم أخو المسلم.
فإن قيل: أنا لا أفهم المعنى الأصليّ للكلمة لما كنت أقولها للناس….
فنقول لك: الآن صرتَ تعلم. فادعُ إنْ شئتَ بظهر الغيب لهم بالتوفيق, على المعنى الأصلي للكلمة.
فائدة:
اعتاد بعضُ الناس إذا ألقى كلمة أو خطابا أمام النّاس أن يقول عندما ينتهي (و اللهُ المُوفَّق) بفتح الفاء المُشدّدة. وهذا لا يجُوز. بل الصواب أن يقول: “اللهُ الموفّق” بكسر الفاء المشددة.
وفّقنا اللهُ وإيّاكم لما يُحبُّه و يرضاه.