الحمدُ لله ربِّ العالمين، له النعمةُ وله الفضلُ وله الثناءُ الحسن، صلواتُ اللهِ البرِّ الرَّحيمِ والملائكةِ المقربينَ على سيّدنا محمَّدٍ أشرفِ المرسلينَ وعلى جميع إخوانِهِ من النبِيِّينَ والمرسلين، أما بعد: ففي كِتَاب (ذيل تاريخ بغداد) الجزء 17 ص137، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ حَفص العَيشيّ يقول: سمعتُ أبي يقول: لما قَبَضَ وَلَدُ العباسِ خزائنَ بَني أُمَيَّة وجَدوا سَفْطًا مختومًا (أي الشَّىء الذي يُوضعُ فيه الأشْياء الثَّمينة)، ففتحوهُ، فإذا فيهِ رَقٌ مكتوبٌ عليهِ شفاءٌ بإذنِ الله، قال ففَتَح فإذا هو: بسمِ اللهِ وباللهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العَليِّ العَظيمِ، اسكُن أيُّها الوجعُ سَكَنْتَ بالذي له ما سَكَنَ في اللَّيلِ والنَّهارِ وهوَ السَّميعُ العليم، بسمِ اللهِ وباللهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العَليِّ العَظيمِ، اسكُن أيها الوجعُ بالذي يُمسِكُ السَّماءَ أن تقَعَ على الأرضِ إلا بإذنهِ إنَّ اللهَ بالنَّاسِ لَرؤوفٌ رحيم، بسمِ اللهِ وباللهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العَليِّ العَظيمِ، اسكُن أيها الوجعُ بالذي إنْ يشأْ يُسكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلنَ رَواكِدَ على ظهرهِ إنَّ في ذلكَ لآياتٍ لكلِّ صبّارٍ شَكُور، بسمِ اللهِ وباللهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العَليِّ العَظيمِ، اسكُن أيُّها الوَجعُ سَكَنتَ بالذي يُمْسِكُ السَّمواتِ والأرض أنْ تَزُولا ولَئِنْ زالتَا إن أمسَكَهما منْ أحدٍ من بعدِه إنَّهُ كانَ حَليمًا غَفُورًا. قال عُبَيد الله: قال لي: فما احتَجْتُ بعدَهُ إلى عِلاجٍ ولا دَواء.