سعيدُ بن جُبَير أحدُ أئمةِ المسلمين كان عندَه بنت فقيهة عالمة وكانت من شدّة جمالها يُضرب بها المثل ، أحد الأمراء طلبها للزواج ، فانزعج سعيد بن جُبير وانكرب وقعد حزينًا يفكر ماذا يفعل كي يخرج من هذا الأمر ، فتذكر أن واحدًا من تلامِذته من أهل التقوى والصلاح ومن أهل العِلم ليس متزوجًا وليس عندَه امرأة ، فذهب إليه وقال له بعدَ العِشاء تعال إلى بيتي أزوّجُك ابنتي ، فقال له أنا يا سيدي ! فقال له نعم ، فقال له لكن أنت تعرف أنا ليس لي مال وليس عندي بيت وأنا وأمي معًا في بيتٍ واحد كيف أتزوج ابنتك! فقال له تعال بعد العِشاء أزوجك ابنتي ، فذهب وأخبر أمه وقال لها سعيد بن جُبير يقول كذا وكذا وكذا ، ثم أرسل إليه سعيد قال له نحن نأتي إليك ، فأخبر ذلك الشاب أمَّه فأخبرت أمُّه الجيران فصاروا يساعدونه هذا يعطيه وساده وهذا يعطيه طبق للخبز وهذا يعطيه بساط.. لفَقرِه ، فأتى سعيد بن جُبير ومعه ابنته الرَّباب الفقيهة العالمة كفِلقة القَمر يُضرب بها المثل في جمالها ومعه شهود فجلس وعمِل له عَقدًا عليها زوّجَه إياها ، ثم صار يذهب لمجلس العلم سعيد بن الجُبير على العادة وهذا الرجل يغيب عن المجلس – زوج ابنته – فمرّ قال أسأل عنه لماذا لا يأتي إلى الدرس ! فذهب إليه وطرق الباب ، قال من ؟ قال سعيد ، ففتح له الباب قال انتَ يا سيّدي ! قال له نعم ، قال عندما قلتَ سعيد خطرَ في بالي كلُّ واحد اسمُه سعيد إلا أنتَ ! ما خطر ببالِه أنّ إمامَ المسلمين يطرُق بابَه! قال له سعيد أسألُ عنك لماذا لا تحضُر في الدرس ! قال له يا سيدي عِلمُك جاء إلى بيتي زوجتَني ابنتك وهي فقيهة عالمة وأنا أستفيدُ منها.. ثم بعد ذلك رجعَ إلى الدرس .