السَّيِّدُ أَحْمَدُ الرِّفَاعِيُّ كَانَ يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي لِيْنِ الجَانِبِ وَالتَّوَاضُعِ. الصَّابِئَةُ طَائِفَةٌ فِي العِرَاقِ كَانُوا يَعْبُدُوْنَ الكَوَاكِبَ وَيُصَلُّوْنَ فِي جِهَةِ الشَّرْقِ، وَاحِدٌ مِنْهُم كَانَ أَضَاعَ بَقَرَةً وَتَعِبَ فِي التَّفْتِيْشِ عَنْهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ دَخَلَ رِوَاقَ السَّيِّدِ أَحْمَدَ وَالرِّوَاقُ كَانَ مَفْتُوْحًا يَدْخُلُهُ الغَرِيْبُ وَأَهْلُ البَلَدِ يَذْكُرُوْنَ اللهَ وَيُصَلُّوْنَ، ثُمَّ جَاءَ سَيِّدُنَا أَحْمَدُ وَقَفَ عِنْدَهُ وَقَالَ لَهُ: أَظُنُّكَ غَرِيْبًا تَعِبًا، فَجَلَبَ لَهُ قَمْحًا وَهَيَّأَ لَهُ ءَالَةَ الخَبْزِ، قَالَ: اصْنَعْ لِنَفْسِكَ خُبْزًا وَكُلْ، لِأَنَّ الصَّابِئَةَ مِنْ شِدَّةِ كَرَاهِيَتِهِم لِلْإِسْلَامِ لَا يَأْكُلُوْنَ خُبْزًا خَبَزَهُ مُسْلِمٌ، فَأَكَلَ هَذَا الصَّابِئِيُّ ثُمَّ أَرْسَلَ مَعَهُ مَنْ يُوْصِلُهُ إِلَى دِجْلَةَ لِيَرْكَبَ إِلَى أَهْلِهِ، ثُمَّ لَمَّا وَصَلَ إِلَى أَهْلِهِ قَالُوا لَهُ: أَيْنَ كُنْتَ، فَحَكَى لَهُم القِصَّةَ أَسْلَمَ هُوَ وَأَسْلَمَ أَهْلُهُ وَغَيْرُهُم مِمَّنْ سَمِعَ بِهَذَا.