السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين، وبعد

 السيدة فاطمة الزهراء ابنة سيد الأنبياء والمرسلين وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد، ولدت السيدة فاطمة – رضى الله عنها وأرضاها – قبل بعثة المصطفى  وقيل بعد البعثة ، والسيدة فاطمة هى الابنة الرابعة لرسول الله من السيدة خديجة فهى بعد زينب ورقية وأم كلثوم .

وهي أي السيدة فاطمة وعلي والحسن والحسين وأزواج النبي عليه السلام داخلون في قول الله تعالى: ” لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً “

منـزلتها عند رسول الله  

وروى الترمذي والحاكم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” أحب أهلي إلي فاطمة “.

وروى الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” ما رأيت أحداً، كان أشبه كلاماً، وحديثاً برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وأخذ بيدها، فأجلسها في مجلسه. وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قامت إليه مستقبلة، وقبلت يده “.

وفي صحيحي البخاري ومسلم أن الرسول قال لها : ” يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ “.

 وفي صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :” فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي “

وفي صحيحي البخاري ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم : ”  فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ” .

وفي رواية عند أحمد والحاكم : ” فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسبـبي وصهري ” .

زواجها من على كرم الله وجهه

وقد زوجها صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه بعد بدر في السنة الثانية من الهجرة ، وقال  لها الرسول صلى الله عليه وسلم:” أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأحلمهم حلما ” رواه أحمد والطبراني ، وفي رواية عند الطبراني:” لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ” ودعا لهما : ” جمع الله بينكما وبارك في سيركما وأصلح بالكما” وفي بعض الروايات زيادة انه دعا لها قائلا: “اللهم إني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم “

وولدت له الحسن والحسين ومحسن وزينب وأم كلثوم.

أحبابنا

 السيدة فاطمة عليها السلام وإن كانت أصغر بنات الرسول سنًا لكن كانت أتقى وأخشع وأخشى لله تعالى. كانت روحها أقوى تعلقًا بطاعة الله تعالى من أخواتها الثلاثة زينب ورقية وأم كلثوم. فاطمة كانت أشد عبادة لله تعالى. كان قلبها أتقى لله وأخشع لله.

الله تبارك وتعالى جعل في ذريتها من البركة ما لم يجعل في ذرية أحد من نساء هذه الأمة. الله تعالى كثَّر ذريتها. أولاد الحسن والحسين الله تعالى كثَّرهم وبارك فيهم. كان فيهم أولياء ووليات لا يحصيهم إلا الله. هذه السيدة نفيسة التي بمصر يتبركون بزيارتها هي من ذرية ابنها الحسن.

حياتها المتواضعة مع سيدنا علي

وعَنْ  سيِّدنا عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ السيدةَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أثرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا ( ففي الماضي كانوا يطحنونَ ويعجِنُونَ في البيوتِ ليسَ كاليوم ) فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَ علي: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ: “مَكَانَكَ” فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ:” أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ؟ ( أي جاريةٍ لأنَّ لفظَ الخادِمِ يُطلقُ على الذَّكرِ والأُنثى ) أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وكَبِّرَا أربعًا وَثَلاثِينَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ. رواه البخاري ومسلمٌ والبيهقي.

تعرفونَ لماذا قال لهما هذا ؟ لأنَّ الآخرةَ خيرٌ وأبقَى.

وقد قال بعضُ المفسرين : ” يحصُلُ لها بسببِ هذه الأذكارِ قوةٌ فتقدِرُ على الخدمةِ أكثرَ مما يَقدِرُ الخادمُ “.

واللهُ قادرٌ على كلِّ شَىء لا يُعجزُهُ شَىءٌ أبدا، أليسَ وردَ في الحديثِ الشريفِ أنه تحصُلُ مجاعةٌ أيامَ الدجال، وأنَّ الأتقياءَ يشبَعُونَ بالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ ‏وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ‏؟ بلى. رواه ابن ماجه.

من مناقبها :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إذا كانَ يَومُ القِيامةِ نَادَى مُنادٍ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُم عن فَاطِمةَ بِنتِ محمدٍ حتى تمُرَّ “رواه الحاكم .

المرادُ غيرُ محَارِمِها أمّا محَارِمُها فيَنظُرونَ، الرِّجالُ فَقط يَغُضُّونَ أمّا النّساءُ يَنْظُرنَ. وذلكَ لإظهارِ شَرفِها رضيَ اللهُ عَنها، فهيَ أفضَلُ امرَأةٍ مِن هذِه الأُمّةِ وهيَ صِدّيقَةٌ.اهـ

قال المُناويّ: قولُه نادَى مُنادٍ أي مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ، قولُه مِن وَراءِ الحُجُبِ أي مِن غَيرِ أنْ يَراهُ النّاسُ، قولُه يا أهلَ الجَمْعِ أي يا أَهلَ الموقِف، قوله غُضُّوا أبصَارَكُم أي نَكِّسُوهَا، قوله حتى تَمُرّ أي تَذهَب وتَجُوزَ إلى الجنّة.  

وفاتها

عاشت بعد أخواتها الثلاث، زينب ورقية وأم كلثوم مِتْنَ في حياة رسول الله.  أما فاطمة توفيت بعد وفاة رسول الله بستة أشهر. ماتت سنة إحدى عشرة.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً. وَصَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ .

رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته .

 وقد قيل في مدح السيدة فاطمة عليها السلام

يا ابنةَ المختارِ يا كوكبَ الأنوارِ          فاطمةُ الزّهراء جُودي لي بالأنظارِ

إمامُنا عليُّ خليفةٌ ووليُّ                     وسرُّهُ قويُّ سُمِّيَ بالكَرَّارِ

مِن نَسلِكِ السِّبْطانِ وسيِّدا الشُبَّانِ        هما هما نَجْمانِ في حُلْكَةِ الأَسحارِ

تقيّةٌ ونقيّهْ، رَضِيّةٌ وهَنِيّهْ                    وبتُقاكِ غَنِيّه يا دُرّةَ الأقمارِ

******

وقيل كذلك :

مَنِ الشمسُ والأقمارُ والكوكبُ الزهرا

بطَلعَتِكم يا آلَ فاطمةَ الزَهرا

بكم أيَّدَ اللهُ الشريعةَ في الورى

فكانت لكم عزًّا وكنتمْ لها نَصْرَا

سَقيتُم عُطاشَ الأرضِ رِيّـًا فأثْمَرَتْ

فكانت مَواتًا فاستعادت بكم خَضْرا

لَئِنْ أنكرَتْ بعضُ الحواسِدِ فضْلَكم

فآياتُكم بالذِكرِ صَحَّتْ بها الذِكرى

وإن جهِلَتْ أهلُ الضلالةِ هديَكم

فإنَّ العيونَ العميَ قد تجهلُ البَدْرا

تَذِلُّ اللُيُوثُ الضارِياتُ لعِزِّكم

وترتَعِبُ الآسادُ مِن ذِكرِكم ذُعْرا

ألستُم بَنِي الزهراءِ والجدِّ أحمــدٍ

وجَدَّتُكم تُدعَى خديجتَنا الكُبْرى

أبوكم علـيُّ الشَأنِ ذو الجبهةِ الغَرَّا

فيا زينةَ الدنيا ويا سِدْرَة البَـها

ونبراسَ هديٍ نَوَّرَ البَرَّ والبَحرا

أَفِيضوا علينا الغيثَ مِن سُحْبِ بِرِّكم

فإنّ يدَ الإحسانِ تستوجبُ الشُكرا

أمَـا أنتمُ الآبرارُ والسادةُ التي

لها راحةٌ في الجُودِ لا تختَشِي الفَقْـرا

===========

وقيل كذلك

مَن مثلُ فاطمةَ البتولِ وبَعْلِها            أعني عليًّا سيّدَ الفرسانِ

نالا من المختارِ أعْلَى رُتبةٍ               فلأجلِ ذا فاقا على الأقرانِ

ترَكا فراشَهُما وقاما في الدُجَى          يَتَلذَّذان بطاعةِ الرحمنِ

قد ءاثرا الأُخْرَى على الدنيا وما         فيها مِنَ العيشِ اليسيرِ الهاني

واللهُ قد باهى ملائكةَ السَما             بهما وخصَّهما بكلِّ أمانِ

هم ءالُ بيتِ المصطفى والعروة الـ ـوثقى لمن يَبغِي سَنَا الإيمانِ

وبِهم يزولُ الهمُّ عنّا والأذى              وبهم تزولُ غِواية الشيطانِ

ماذا يقول المادحون لِوَصْفِهم           ومديحُهم قد جاء في الفرقانِ

يا فوزَ مَن أضحى به متمسِكًا           وغَدا له نورٌ مِنَ المَنّانِ

فبهم غداً أرجو النجاةَ وأتّقي            سوءَ العذابِ وزَفْرَةَ النيرانِ

هم ءالُ طه الطاهرونَ ومَن لهم          شأنٌ عظيمٌ يا له من شانِ

قاموا وصاموا في الهواجرِ والدُجَى       وتَرنَّموا في الليلِ بالقرءانِ

فإليهمُ تَسعى الوُفودُ وترتَجِي           منهمْ قِرَى الإكرامِ للضِيفانِ

ءالُ النبي ورَهْطُه وصِحابُهُ               والتابعون لهُ على الإحسانِ

هم ءالُ بيتِ المصطفى علمِ الهُدَى    خيرِ الوَرَى المبعوثِ من عدنانِ

صلى عليهِ اللهُ ما سَرَتِ الصَبا          وتَناغَتِ الأطيارُ في الأغصانِ

أضف تعليق