الدين الحق هو دين الإسلام
الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين، على سيدنا محمد، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وسلام الله عليهم أجمعين.
الدين الحق عند الله الإسلامُ، قال الله تعالى في سورة ءال عمران ءاية 85: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} معناه أن من يطلب دينًا غير الإسلام يَدينُ به فلن يقبلَهُ الله منه، فالدِّين الصحيح عند الله هو الإسلام، وليس معناه أنه لا يسمى ما سوى الإسلام دينًا بل يقال دين اليهود ودين المجوس لكنه دين باطل، وقد أمر اللهُ تعالى الرسولَ أن يقول: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (6/سورة الكافرون) أي أنا ما أزال على ديني الذي هو حق وأنتم لكم دينكم الباطل فعليكم أن تتركوه.
المسيح كغيره من الأنبياء كلٌّ منهم دعا قومه إلى عبادة الله وحده وتصديق الأنبياء كلهم وكذلك موسى جاء بني إسرائيل بعبادة الله وحده وتصديق الرسُل جميعًا فافترت اليهود عليه أنه أوصاهم بأن لا يقبلوا شريعة غير شريعته وأن شريعته باقية إلى يوم القيامة.
وكلاهما نبيَّان جاءا بالدعوة إلى الإسلام التي اشترك فيها جميع الأنبياء الذين أولهم ءادم وءاخرهم وخاتمهم محمد صلّى الله عليه وسلّم.
وهو الدِّين الذي كان عليه البشر، ءادم وأولاده ما كانوا يدينون إلا بالإسلام إنما نشأ الكفر بعد ذلك، قال الله تبارك وتعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} (213/ سورة البقرة) أي كلهم على الإسلام ثم اختلف البشر بقي بعضهم على الإسلام وكفر بعض فدان بغير الإسلام، ثم لما اختلفوا بعث الله النبيين ليبشروا مَن أسلَم بالجنة ويُنذِروا مَن كَفَر بالعذاب في الآخرة. قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} أي كلهم على الإسلام فاختلفوا {فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}.
الأنبياء جميعهم دينهم الإسلام فكان ءادم على الإسلام وكذلك الأنبياء من بعده إلى نبينا محمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين كانوا كلهم يعبدون الله ولا يشركون به شيئًا. فمن كان في زمن سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم فآمن بالله ربًّا وصدّق برسالة موسى فهو مسلم موسوي -أي من أتباع سيدنا موسى، وكذلك الأمر فيمن كان في أيام سيدنا عيسى فآمن بالله وصدّق بعيسى فهو مسلم عيسوي. ومعنى مسلم محمدي أي مسلم مُتبع محمدًا فيما جاء به من توحيد الله وتصديق الأنبياء والإيمان بوجود الملائكة المُكْرَمين والإيمان بالكتب السماوية والإيمان باليوم الآخر الذي يُجازى فيه العباد المؤمنون بأعمالهم بإدخالهم الجنة والكافرون بإدخالهم جهنم، وأنه لا خالق للأجسام ولا لشىءٍ من الحركات والسكنات إلا الله.
فكل الأنبياء جاءوا بهذا لا يختلفون في هذا إنما تختلف الأحكام التي أنزلها الله عليهم وذلك لأن الله تعالى فرض على أنبياء بني إسرائيل وأممهم صلاتين وأنزل على بعض الأنبياء خمسين صلاة، وأوجب فيما أوجب على بعض أن يدفعوا رُبع أموالهم زكاةً، وأنزل على ءادم تحليل زِواج الأخ بأخته التي هي توأمة أخيه الآخر.
والله تعالى يُغيِّرُ الأحكام التي كانت في شرع نبيٍّ سبقه وهو العليمُ بمصالح عباده، والمصالح تختلف باختلاف الأزمان والأحوال.
محمـدًا المبعوثَ منــا تحيّة ~*~*~ تشَيّعُه من حيث ما سار ويَمّما
وقولوا له إنّـا لدينِك شِيعةٌ ~*~*~ بذلك أوصانا المسيحُ ابنُ مريمـا
ومعنى المعرّس أي المسافر الذي ينزل في ءاخر الليل ليستريحَ