الآثار النبوية الشريفة

الآثار النبوية في متحف الكنوز السلطانية

صور محفوظات الآثار النبوية الشريفة

لقد اعتنى الخلفاء العثمانيون اعتناء كبيرًا بجمع ءاثار النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام التي توافرت لهم وتم وضعها في “دار الأسلحة” أو قصر “روان” قبل أن ينقلوها بعد ذلك إلى ما أطلق عليه اسم “الغرفة الخاصة” في قصر “توبكابي”، وهذه الغرفة كانت تضم عرش السلطان الذي كان يباشر منه مهام الحكم وشؤون الخلافة. وقد أمر السلطان محمد الفاتح بإنشاء جناح “الأمانات المقدسة” في قصر توبكابي

ومع فتح مصر على يدي السلطان سليم ازداد الإهتمام بجمع الأمانات خصوصاً وأنه قد توافرت أمانات عديدة نتيجة إتساع رقعة الخلافة وطول فترة حكمها، والتي إعتبرت أكبر خلافة إسلامية. ولما تولى الخلافة السلطان أحمد الأول أمر بوضع الصندوق الذي يضم بردة النبي صلى الله عليه وسلم فوق كرسي العرش تبركاً بهذا الأثر النبوي. واستمر الأمر على هذه الحال حتى غادر السلطان محمود الثاني قصر “توبكابي” نهائياً وأمر بتحويل القصر بالكامل إلى متحف لحفظ الأمانات النفيسة، وجمع هذه الأمانات في “الغرفة الخاصة” التي كانت في الأساس غرفة عرش السلطان “مراد الرابع” الذي أمر بصنع هذا العرش. وقد صنعه رئيس صواغ القصر الدرويش “زيللي محمد” والد الرحالة التركي الشهير “أولياء جلبي” على شكل مخيم من الفضة المشغولة يستند إلى أربعة قوائم وتعلوه قبة محلاة بالمرايا، كما زين من الداخل والخارج بنماذج من الحلي التركية ومن طراز القرن السابع عشر، وحول القبة كتابات شعرية بأحرف عربية تتضمن قوافيها تاريخ بناء العرش. أما ما بين الأعمدة من أبواب فقد تم صنعها في ما بعد، أي بعد تحويلها إلى شبكة للأمانات، في عهد السلطان محمود الثاني

مركز بردة الرسول صلى الله عليه وسلم
ضمن مقتنيات هذه الغرفة يوجد صندوق نقشت عليه بالذهب ءايات قرءانية وزخارف بديعة، وقد أمر بصنع هذا الصندوق السلطان عبد العزيز ليحفظ صندوقاً أصغر من الذهب أيضاً يحوي بداخله البردة النبوية الشريفة التي وضعت داخل “قطعة قماش” مطرزة تطريزاً رائعا. والمدقق في صورة الصندوق يقرأ ما كتب عليه بوضوح، ففي أعلاه كتب قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا  رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء، ثم تحته كتب: “لا إله إلا الله الملك الحق المبين محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين” وفي أسفله كتب: “أغث يا رسول الله عبد العزيز”. وأما في الصندوق الصغير الذي يضم البردة فتستطيع قراءة هذين البيتين البسيط

عبد العزيز الذي من ءال عثمان — يرجو الشفاعة من رسول رحمان
لكسوة المصطفى أنشا محافظة — الله يحفظه من كل إنسان

فإن هذه البردة هي التي أهداها النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعب إبن زهير حين ألقى في حضرته قصيدته اللامية عند قوله

إن الرسول لنورٌ يستضاء به — مهند من سيوف الله مسلول

والتي أطلق عليها اسم قصيدة البردة. وقد حاول معاوية شراء البردة من كعب بعشرة ءالاف درهم إلا أن كعباً رفض بيعها ولم يقبل بذلك حتى مات، فباعها ورثته بعد ذلك للأمويين بمبلغ عشرين ألف درهم، وبعد زوال دولة بني أمية وانتقال الخلافة إلى بني العباس انتقلت اليهم البردة الشريفة التي وصلت مع نهاية الخلافة العباسية إلى مصر. وبقيت هناك حتى كان الإنتصار العثماني على دولة المماليك وفتح السلطان سليم مصر، فتسلم البردة النبوية مع بقية الأمانات
التي كانت في مصر ءانذاك وأمر بحملها جميعاً إلى قصر “توبكابي” في إسطنبول

burda

ومن الأمانات التي يضمها متحف “توبكابي” أيضاً الراية أو البيرق النبوي الشريف الذي عمد السلاطين والقادة إلى حمله في معاركهم وحروبهم التي خاضوها تبركاً به وطلباً للنصر على الأعداء من الله تعالى. ومع مرور الزمن أصاب هذا البيرق بعض التلف فحوفظ عليه داخل صندوق من الذهب. وأخذت أجزاء منه فوضعت على بيراق أخرى. وقد درجت العادة عند نقل البيرق من قصر “توبكابي” إلى السلطان أو القائد أن يحصل ذلك خلال مراسيم تجري في الرواق الواسع أمام الباب الثالث في القصر والذي يسمى “باب السعادة”. وذلك بحضور كبار رجال الدولة. أما الآن فقد جعلت هناك حجرة للدلالة على مكان تسليم البيرق

alraya

ومن ضمن مقتنيات المتحف التي بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم القبط، وقد أمر السلطان عبد المجيد بحفظها داخل إطار من الذهب، كما صنع لها صندوقاً من الذهب المزخرف. والرسالة كتبت على الجلد، وقد أصابها بعض التلف من وسطها، وإلى جانبها وضعت لوحة كتب عليها نص الرسالة، وكان قد عثر باحث فرنسي على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم يدعي “بارشيليمة” سنة 1850 ر في أحد أديرة الأقباط بمصر، ولما تحقق أنها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم قدمها إلى السلطان عبد الحميد

Muhammad_letter_muqawqis

يضم متحف “توبكابي” أيضاً واحداً وعشرين سيفاً من سيوف الخلفاء والصحابة على رأسها سيفان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن رؤيتهما موضوعين على قطعة من المخمل الأزرق فوق صندوق مزخرف بالفضة وقد أمر السلطان أحمد الأول بصنع غمدي السيفين وقبضتيهما من الذهب الخالص وترصيعهما بالأحجار الكريمة

الخاتم والسن والشعرة
وفي المتحف أيضاً خاتم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مصنوع من العقيق وشكله بيضاوي، وقد نقش عليه عبارة: “محمد رسول الله” وتظهر مطبوعة على ورقة في العلبة. وهناك أيضاً سن النبي صلى الله عليه وسلم التي كسرت أثناء موقعة معركة أحد، واحتفظ بها داخل قطع من القماش، ووضعت داخل محفظة مرصعة على شكل علبة فضية. وهناك علبة يحتفظ فيها بشعرة من لحية النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، وقد صنعت العلبة من الزجاج وحولها إطار من الذهب، ووضعت في علبة فضية مزخرفة. وهناك بعض العلب الذهبية المرصعة بالأحجار الثمينة والتي تحتوي على تراب من قبره الشريف صلى الله عليه وسلم

مصحف عثمان رضي الله عنه
إلى جانب الآثار النبوية الشريفة هناك ءاثار لبعض الصحابة عليهم رضوان الله، ومنها المصحف الذي كان يتلو فيه الصحابي والخليفة الراشد عثمان ابن عفان رضي الله عنه حين دخلوا عليه وقتلوه

أمانات الكعبة الشريفة
ومن ضمن الأمانات أيضاً هناك بعض الأمانات الخاصة بالكعبة الشريفة، منها مفتاحا الكعبة والقفل، وهما مصنوعان من الفضة، وستارتان مأخوذتان من رداء الكعبة تزينان جدران “الغرفة الخاصة” وعليهما ءايات مطرزة. إضافة إلى ذلك توجد محفظة من الذهب الخالص للحجر الأسود داخل خزانة بلورية في غرفة كان السلطان يوزع فيها الهدايا ليلة النصف من رمضان المبارك بعد أن يكون أنها زيارة قام بها للبردة النبوية الشريفة. كما أن هناك عدداً من المزاريب أو الميازيب التي صنعت للكعبة ومنها المزراب الذي أمر السلطان سليمان القانوني بصنعه، وعليه كتابات بخط أكبر الخطاطين الأتراك في عصره “أحمد كاراهساي”. وهناك مزراب ءاخر صنع بأمر السلطان أحمد الأول. وبعد … نأمل أن نكون قد تمكنا من خلال هذه السطور من تبيان دور هذه الآثار المباركة وتأكيد عظم شأنها عند أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان المملوك والسلاطين المسلمون يكنون لها من التعظيم والتقدير وإن كره ذلك نفاة التوسل المجسمة والمشبهة لله بخلقه تعالى عما يقولون علواً كبيراً

sayf_ma2thor
السيف المأثور

khitm_alnabiy
ختم النبي صلى الله عليه وسلم

turab
تراب من قبر النبي صلى الله عليه وسلم

bab_alka3ba
باب الكعبة المشرفة

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Enable Notifications    Ok No thanks