الردود والمناظرات

كي لا ننسى … الوهابية

عقيدة الوهابية والرد عليهم

كي لا ننسى … الوهابية

 

الوهابيةُ فرقة ٌ نسبة الى محمّدِ بنِ عبدِ الوهّاب (1111- 1206 هـ)،

أخذَ عقيدتَهُ عن أبي العباسِ أحمد بن تيمية الحّراني ( 661- 728 هـ)
الذي كان قبل نحو 700 سنة،
ومحمّدُ بنُ عبدِ الوهّابِ لم يكن تلميذَ ابنِ تيمية المُباشر لأنه لم يكن في عصره،
وهذه العقيدة أي عقيدة ابن تيمية موجودةٌ الى الآن ينشرُها أتباعُ محمّد بن عبد الوهّاب.


فما هي هذه العقيدة؟
أصلُ دين الوهابية أمران:
الأول: اعتقادُهم أنَّ اللهَ جسمٌ قاعدٌ فوق العرشِ
الثاني: تكفيرُهم المسلم إذا قال: يا محمّد أو يا رسولَ الله أو يا عبدَ قادر ونحو ذلك.

الردُّ على الوهابية لقولهم أنَّ اللهَ جسمٌ قاعدٌ فوق العرشِ:
في كتابِ ” نقض تأسيس الجهمية ” تأليف ابن تيمية،

قال فيه ابن تيمية: (اتفقت الكلمةُ من المسلمين والكافرين أنَّ اللهَ في السماء وحَدّوه بذلك)،
على زعمهِ نَسَبَ الى الله الحدّ، والحدُّ هو الحجمُ،
وعقيدةُ أهلِ السُّنةِ أنَّ اللهَ ليس حجماً كبيراً ولا حجماً صغيراً وليس حجماً بالمرّةِ،
والأدلّةُ على ذلك كثيرةٌ،
إذ أنَّ عقيدةَ أهلِ السُّنة أنَّ اللهَ تعالى مُنزّهٌ عن الحدِّ،
والحدُّ هو الحجمُ، معنى الحجمِ الجِرمُ،
فاللهُ ليس لهُ كمية، ليس لهُ مِقدار، ليس لهُ مِقياس.
كلُّ هذه المعاني ” الكمية، المِقدار، المِقياس ” بمعنى الحجمِ أو بمعنى الجوهرِ،
كلُّها بمعنى واحدٍ.
في كتاب ءاخر لابنِ تيميةِ اسمُهُ ” الموافقة “

يقولُ فيه: (واللهُ تعالى لهُ حدٌّ لا يعلمُهُ أحدٌ غيرُهُ)،
معنى كلامِهِ والعياذُ باللهِ أنَّ اللهَ له مِساحة ولكن لا أحدَ يعلمُ مِساحتَهُ إلا هو،
على زعمِهِ نَسَبَ الى اللهِ الحدَّ والعياذُ باللهِ تعالى،
أما نحن نقولُ (العرشُ لهُ حدٌّ ولكن نحن لا نعلمُ حدَّ العرشِ
أما اللهُ تعالى مُنزّهٌ عن أن يكونَ له حدُ أو أن يكونَ لهُ حجمٌ،
فهو الذي خلقَ الأشياءَ التي لها الأجرام،
لا يجوزُ أن يكونَ لهُ جِرمٌ ولا يجوزُ أن يكونَ لهُ حدٌّ،
فالشىءُ الذي له حدٌّ مخلوق.
قال تعالى: ” وكلُ شىءٍ عندَهُ بِمقدار “، سورة الرعد – ءاية 8
اللهُ تعالى جعلَ كلَّ شىءٍ على مِقدار،
حبةُ العنبِ لها مِقدار، والسماءُ لها مِقدار،
والعرشُ لهُ مِقدار، وحبةُ الخردلِ لها مِقدار،
أما اللهُ تعالى الذي خلقَ الأشياءَ التي لها مِقدار وأجرام
لا يجوزُ أن يكونَ له مِقدار أو أن يكونَ لهُ جِرم،
لأنَّه لو كان لهُ جِرمٌ لو كان لهُ حجمٌ لو كان لهُ حدٌّ لكانَ مِثلَ خلقِهِ،
واللهُ تعالى مُنزّهٌ عن أن يُشابه المخلوقات.
هذا وقد ثبتَ بالنقلِ عن الإمامِ أبي حنيفة وغيرِهِ عَمَّن قبلَه

وهو الإمامُ زينُ العابدين المعروف بـ ” الإمام السّجاد ” رضي اللهُ عنهُ
في رسالتِهِ المُسمّاة بالصحيفةِ السّجادية ثبتَ عنهُ نفيُ الحدِّ عن اللهِ
فقال: ” أنت اللهُ الذي لا تُحدُّ “
أي ليس للهِ حدٌّ، والحدُّ هو الحجم.
هذا كتابُ “ إتحاف السادة المتقين ” للإمام الزَّبيدي (مات سنة 1205 للهجرة)

ينقلُ فيه بالإسنادِ المُتصل الى زين العابدين، الرسالة – الصحيفة السّجادية
يقول فيها: ” أنت اللهُ الذي لا تُحدُّ “
ابنُ تيمية قالَ عن اللهِ أنَّه لهُ حدٌّ والعياذُ باللهِ

وأتباعُهُ يقولون عن أنفسهم ” سَلفية “،
سمّوا أنفسهم بذلك حتى يُوهموا الناسَ أنَّهم متمسكون بما كان عليه السلفُ الصالحُ.
وأهلُ السلفِ هم أهلُ القرونِ الثلاثة الأولى:
قرن الصحابة وقرن التابعين وقرن أتباع التابعين.
الإمامُ زينُ العابدين من السلفِ وهو نفى عن اللهِ تعالى الحدَّ.
سيدُنا الإمامُ عليّ رضي اللهُ عنه قالَ:

” مَنْ زَعَمَ أنَّ إلهنا محدودٌ فقد جَهِلَ الخالقَ المعبودَ “،
رواهُ أبو نُعيمٍ في كتابِ حِليةِ الأولياء. وكلامُ ابنِ تيمية يخالفُ هذا الكلام.
أحمدُ بنُ سلامة أبو جعفرٍ الطحاوي كان في مِصر في ” طحا ” وهو من السلف الصالح

قالَ: ” تعالى عن الحدودِ والغايات والأركان والأعضاء والأدوات “
الوهابيةُ يدّعون الانتسابَ الى الإمام أحمد بن حنبل، يقولون: نحن حنابلة،

حتى ابن تيمية نفسه يدّعي أنّه ينتسبُ الى الإمام أحمد،
ولكن هم في وادٍ والإمامُ أحمد في وادٍ ءاخر.

قالَ الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل عن اللهِ عزَّ وجلَّ: ” لا تلحقُهُ الحدود “
فكيف تدّعون يا وهابية الإنتسابَ الى الإمام أحمد بن حنبل وهو ينفي عن الله الحدَّ !

حتى ابن تيمية يقولُ في بعضِ كتبهِ:

” ومن نفى الحدَّ عن اللهِ فقد ردَّ القرءان “،
فهو يُكفّرُ من نفى عن اللهِ الحدَّ،
معناهُ هو كفّر الإمامَ أحمد والإمامَ زين العابدين
والإمامَ علي بن أبي طالبٍ بل كفَّرَ الأمّةَ كلّها،
لأنَّ الأمّةَ الإسلامية على نفي الحدِّ عن اللهِ.
الشيخُ عبدُ الباسط الفاخوري في كتاب ” الكفاية لذوي العِناية “،

أول صحيفة في كتاب العقائد يقولُ:
 أي إنَّه ليس بجِرمٍ يأخذ قدراً من الفراغِ فلا مكانَ لهُ “،
لأنَّ الحجمَ يكونُ أخذَ قدراً من الفراغِ.
الشمسُ ملأت فراغاً فهذا مكانٌ للشمسِ،
والقمرُ ملأ فراغاً فهذا مكانٌ للقمرِ،
والنجومُ ملأت فراغاً فهذا مكانٌ للنجومِ،
والإنسانُ ملأ فراغاً فهذا مكانٌ للإنسانِ.
الشيخُ أحمدُ الرفاعي رضي اللهُ عنهُ قالَ:

” غايةُ المعرفةِ باللهِ الإيقانُ بوجودهِ تعالى بلا كيفٍ ولا مكانٍ “،
غايةُ المعرفة باللهِ حتى الأنبياء والأولياء معرفتُهم باللهِ تعالى
الإعتقادُ بوجودهِ تعالى بلا كيفٍ ولا مكانٍ.
كتابُ الفقه الأكبر لأبي حنيفة شَرَحَهُ المُلّا علي القاري في ” شرح الفقه الأكبر”

يقولُ فيه عن اللهِ تعالى: ” ليس في مكانٍ من الأمكنة “،
لا هو في مكانٍ ولا هو في جميع الأماكن.
كتابٌ مكتوبٌ عليه ” أسئلة وأجوبة للصغار ولا يَستغني عنها الكبار “،

هذا كتابٌ للوهابية يقولون فيه:
السؤال (1) : من ربُك ؟ الجواب: ربي اللهُ تبارك وتعالى،
ويقولون ايضاً فيه: السؤال (2) : أين اللهُ تبارك وتعالى ؟
يكتبوب الجواب والعياذ باللهِ تعالى ويقولون : اللهُ تعالى في السماء.
هذا الكتابُ يُوزّعُ مجاناً، هم ينشرون عقيدتهم الفاسدة عقيدة التشبيه والتجسيم.
ابنُ تيمية نَسَبَ الى اللهِ الجلوسَ،
والقرءانُ اُنزِلَ باللغةِ العربيةِ وتفسيرُهُ لا بدَّ أن يوافقَ اللغةَ العربيةَ،
وكلمةُ الجلوس ليس لها في لغة العربِ إلا معنىً واحداً،
وهو إلتصاقُ جسمين أحدُ الجسمين لهُ نصفان نِصفٌ أعلى ونِصفٌ أسفل.
الإنسانُ عندما يجلسُ ينثني لأنَّهُ مُركَّبٌ، والمُركَّبُ يحتاجُ الى مَنْ يُركِّبَهُ،
والمحتاجُ الى شىءٍ يكونُ عاجزاً، والعاجزُ لا يكونُ إلهاً.

يقولُ ابنُ تيمية في كتابِهِ ( مجموع الفتاوى ) :
” إذا تبيّنَ هذا فقد حدَّثَ العلماءُ المَرضيون وأولياؤهُ المَقبُلون
أنَّ محمّداً رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم يُجلِسُهُ ربُّهُ على عرشِهِ معه “،
وكلامُهُ هذا كذبٌ وإفتراءٌ وكفرٌ.

يقولُ ابنُ تيمية في كتاب ( مجموع الفتاوى ) :
” إنَّ الرحمنَ سبحانَهُ لَيثقُلُ على حَمَلةِ العرشِ من أول النهار إذا قامَ المشركون حتى إذا قام المُسبِّحون خَفَّفَ عن حَمَلةِ العرشِ “،
هنا قالَ ابنُ تيمية بأنَّ اللهَ جالسٌ على العرشِ والعياذُ باللهِ تعالى.

كتابُ ( تفسير النهر الماد ) لأبي حيّان الأندلسي
أحد مُفسري القرءان من بلاد الأندلس،
كان مُعاصراً لابنِ تيمية لذا قامَ بالتحذيرِ منهُ
فقالَ: “وقرأتُ في كتابٍ لأحمدَ بنِ تيمية هذا الذي عاصرنا،
وهو بِخطِهِ – لأنَّ أبا حيّان كان يعرفُ خطَ ابنِ تيمية – سمّاهُ كتابَ العرش
قرأ فيه “ إنَّ اللهَ تعالى يجلسُ على الكرسي وقد أخلى منه مكاناً يُقعِدُ فيه معه رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم 
“،
مرةً ينسبُ الى اللهِ الجلوسَ على العرشِ ومرةً ينسبُ إليه الجلوسَ على الكرسي.

في كتاب ( الصفات ) لابنِ تيمية يقولُ فيه:
” وهذا دليلٌ على أنَّهُ إذا جاءهم وجلسَ على كرسيهِ أشرقت الأرضُ كلُّها بأنوارِهِ ”
على زعمِهِ يتحدّثُ عن ربِّ العالمين، حسبُنا الله.

ابنُ تيمية في كتاب اسمه ( الرسالة التدمُرية ) يقولُ فيه:
” الكلامُ بالتنزيهِ ونفي التجسيمِ عن اللهِ أظهرَ فساداً في العقلِ والدينِ “،
والعياذ بالله تعالى.

والوهابية لم يكتفوا بهذا بل كذبوا حينما قالوا : ” فوق العرش لا مكان “،
وفوق العرش يُوجدُ كتابٌ مكتوبٌ فيه ” إنَّ رحمتي سبقت غضبي ”
أي أنَّ مظاهرَ الرحمةِ أكثرُ من مظاهرِ الغضبِ،
الملائكةُ من مظاهرِ الرحمةِ وهم أكثرُ عدداً من قطراتِ الأمطارِ وأوراقِ الأشجارِ،
والجنةُ من مظاهرِ الرحمةِ وهي أكبرُ من جهنمَ بآلافِ المراتِ.
وكونُ ذلك الكتابِ فوقَ العرشِ ثابتٌ
أخرجَ حديثَهُ البخاريُّ والنَسائيُّ في السُننِ الكبرى وغيرُهما
،
ولفظُ روايةِ ابنِ حِبانَ:
” لمَّا خلَقَ اللهُ الخلقَ كتَبَ في كتابٍ يكتبُهُ على نفسِهِ
وهو مرفوعٌ فوقَ العرشِ إنَّ رحمتي تغلبُ غَضَبي
 “.

قالَ الإمامُ زينُ العابدينَ:
” سبحانكَ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنت لا يحويك مكانٌ
لا تُحسُّ ولا تُمَسُّ ولا تُجَسُّ 
“،
رواهُ الزَبيدي في كتاب إتحاف السادة المتقين بالإسنادِ المُتصلِ منهُ الى زين العابدين.

كتابُ ( الفتاوى الهندية ) لجماعة علماء الهند يقولُ فيه
: ” ويكفرُ بإثباتِ المكانِ للهِ تعالى “.

كتابٌ مخطوط ٌ اسمه ( نجمُ المهتدي ورجمُ المعتدي ) مؤلفُهُ ( ابنُ مُعلّم القُرشي )
يذكرُ فيه عن أحد أكابر أصحاب الإمام الشافعي القاضي حُسين
نقلَ عن الشافعي نصَّاً: ” وكذا مَن يعتقدُ أنَّ اللهَ جالسٌ على العرشِ ” أنَّهُ يكفر.

قالَ في كتابِ نجم المهتدي:
” وهذا مُنتظَمٌ مَنْ كُفرُهُ مُجمعٌ عليه ومَنْ كفّرناهُ مِن أهلِ القِبلةِ
كالقائلينَ بخلقِ القرءان وبأنَّهُ لا يعلم المعدومات قبل وجودها،
ومَنْ لا يؤمنُ بالقدرِ، وكذا مَن يعتقدُ أنَّ اللهَ جالسٌ على العرشِ
 ”
كما حكاهُ القاضي حُسين عن نصِّ الشافعي.

كتابُ ( كفاية النَّبيه شرح التنبيه ) لإبنِ الرِفعة الشافعي
وهو أحدُ شُرّاحِ كتاب ( التنبيه ) للشافعي وهو كتابٌ في الفقهِ الشافعي،
أيضاً ينقلُ نصَّ الشافعي في تكفيرِ مَنْ يعتقدُ أنَّ اللهَ جالسٌ على العرشِ.

كتابُ ( الأشباه والنظائر ) للإمام السيوطي قالَ فيه:
” قالَ الشافعي (150 -204 هـ ):
لا يُكفّرُ أحدٌ من أهلِ القِبلةِ وأستثنى من ذلك المُجسِّم “.

كتابُ ( مختصر الإفادات ) مؤلفُهُ حنبلي يقولُ فيه عن اللهِ عزَّ وجلَّ:
( ولا يُشبهُ شيئاً ولا يُشبُههُ شىء فمَن شبَّههُ بشىءٍ من خلقِهِ فقد كفر،
كمَن إعتقدَهُ جسماً أو قالَ إنَّهُ جسمٌ لا كالأجسامِ 
).
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Enable Notifications    Ok No thanks