انواع الخبر

أنواع الخبر
ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي :
أولا ـ الخبر المفرد . وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد ، أو اثنان ، أو جمع . بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، كما بينا سابقا في أحكام الخبر .
نحو : القمر منير . والطالبة مؤدبة .
فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر ، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا .
ـ ومنه قول لبيد :
وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها
وهم : مبتدأ مفرد مذكر . وربيع : خبر مفرد مذكر .
وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا .
ونحو : محمد قادم . واللاعبان ماهران . والمعلمون مخلصون .
نلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول ، والتثنية كما في المثال الثاني ، والجمع كما في المثال الثالث .
ومع المثنى قوله تعالى : ( هذان خصمان ) 3 .
ومثال الجمع قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) 4 .
ومنه قول الفرزدق :
هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف
ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا .
نحو : الشمس محجوبة ، والجو بارد ، والسماء ملبدة بالغيوم .
نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي : محجوبة ، وبارد ، وملبدة ، جاءت أخبارا مفردة ، وهي أوصاف مشتقة ، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها : محجوبة هي ، وبارد هو ، وملبدة هي .
كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز ، أو الاسم الظاهر بعده .
نحو : محمد مسافر هو إلى القاهرة .
ونحو : الوردة عطرة رائحتها . ووالدي رحيم قلبه .
فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي : مسافر ، وعطرة ، ورحيم ، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر ، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة ، ورحيم .
ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له ، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره ، وهذا ما عبروا عنه بقولهم : الخبر الجاري على غير صاحبه .
الشاب الشيخ مساعده هو .
ونحو : الطفل الأم مرضعته هي .
فالشاب مبتدأ أول ، والشيخ مبتدأ ثان ، ومساعد خبر المبتدأ الثاني ، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول ، لأن الشاب هو المساعد ، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني .
وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير ، وهو ما عبروا عنه بقولهم : إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له ، وعلى غير من هو له ، فيقع اللبس في المراد ، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما ، أي على المبتدأ الأول ، أو على المبتدأ الثاني ، وجب إبراز الضمير .
نحو : المعلم الطالب مكرمه .
فالمعلم مبتدأ أول ، والطالب مبتدأ ثان ، ومكرم خبر المبتدأ الثاني ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم ، فسيكون الخبر جاريا على من هو له ، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له .
ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما ، وهذا ما يعرف بحالة اللبس ، وجب استثارة الضمير ، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له ، وهو المبتدأ الثاني ، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب .
أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول ، أي على المعلم ، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول : المعلم الطالب مكرمه هو .
فالضمير ” هو ” عائد على المعلم . لوجود اللبس ، وكذلك الحال إذا أمن اللبس .
نحو : طفل فاطمة مرضعته هي .
غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين ، أي : إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس ،
نحو : المعلم عائشة مكرمها هو . بإبراز الضمير ” هو ” .
أو : المعلم عائشة مكرمها . بدون إظهار الضمير ” هو ” .
ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط .
نحو : المعلم الطالب مكرمه هو .
وعند عدم اللبس لا يبرزونه
7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
الشاهد فيه قوله ” قومي ذرا المجد بانوها ” حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله : ” بانوها ” ولم يبرز الضمير ، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى ، ولو أراد إبراز الضمير لقال : بانوها هم .
وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس .

أضف تعليق