الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة

 

قال الله تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} النحل.
ودعوة الناس الى الاسلام تكون بالاسلوب الحسن وبالحكمة فمن علمتَ منه ضلالًا وكان بحيث إذا كلمتَه بحضرة أناس يزداد تكبرًا وعنادًا فلا يصغي لكلمة الحق،
ولو كلمته سرًا يصغي للحق ويرجع عن غَيه وضلاله
فإن هذا يُكلَّم سرًا حتى يُصلح ما أفسده وإن كان قد علّمه لبعض الناس حذرهم مما أوقعهم فيه من الضلال من قَبل. وقد قال سيدنا الحسن رضي الله عنه ” العار خير من النار ” رواه الحافظ ابن حجر.

وأما من عُرف عناده وكان لا يرجع لو أقيمت عليه الحجة في وجهه فهذا يقال له من باب التحذير منه ((أنت كذبت القرآن أو أفتيت بغير ما أنزل الله)).
كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول للظالم أنت ظالم، وان هذا التحذير ليس مستنكرًا عند أهل العلم بل هو عين الحق.

وإن قال قائل ” أليس جاء في سيرة الرسول أنه كان إذا أراد أن يحذر شخصًا من شىء يقول :” ما بالُ أقوامٍ يفعلون كذا وكذا”، من غير أن يسميهم.

فالجواب على ذلك ان هذا إذا كان الشخص يكتفي بمجرد التحذير منه من غير تسميته أو إذا كنا نأمن أن لا يصل ضرره الى الغير.

أما إذا كان تعدّى ضرره بأن اقتدى به أناس في ضلاله فإننا نُصَرِّحُ باسمه ونحذر منه إن لم يتب حفاظًا على دين الله وهذا أولى من مداهنة الناس على حساب الشرع، فقد أمرنا رسول الله أن نقول للظالم يا ظالم.

أضف تعليق