ءاداب نبوية سامية وتعاليم محمدية راقية
يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “حقّ المسلم على المسلم ست” قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: “إذا لقيته فسلّم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه” رواه مسلم. من حقوق المسلم على المسلم تلبية دعوته إذا دعاك إلى وليمته وهو ما أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: “وإذا دعاك فأجبه”. ومعلوم أن الولائم تقام للتحدث بنعمة الله عند الزواج، أو تحقيق أمل، أو رزق بمولود ونحو ذلك من النعم. والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ولا شك أن إجابة هذه الدعوة مما يبرهن على هذا الحب وينميه. وفيها إظهار الفرح والسرور بما أنعم الله به على أخيه صاحب الدعوة وتوثيق الروابط والعلاقات بين المؤمنين، والأصل فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها”. قال العلماء: إذا كانت الوليمة وليمة عرس فالإجابة واجبة، أما إذا كانت لشهود وليمة أخرى غير العرس فالإجابة مندوبة فقط. فلا ينبغي التخلف عنها بدون عذر، وقد نص الفقهاء على أمور وجعلوها أعذارا شرعية تبيح للمسلم عدم الإجابة، منها أن يكون في هذا الطعام شبهة أو يكون هناك منكر من خمر أو فسق ومجون كما هو شائع في عصرنا، نسأل الله اللطف والعافية. وإذا انتفت الأعذار فليحضر، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عبد الرحمن بن عوف لما أخبره أنه تزوج وأمره بالوليمة فقال: “بارك الله لك أولم ولو بشاة”، وإنما قال ولو بشاة بالنسبة إلى حال سيدنا عبد الرحمن من اليسر وإلا فالوليمة تكون على قدر حال الداعي ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والغرض إنما هو تحصيل السنة بالوليمة عند الزواج والعرس. ولما عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد فاطمة ابنته كان الطعام الذي أحضره النبي صلى الله عليه وسلم طبق من بسر وهو التمر قبل إرطابه. فالغرض إنما هو إشهار الزفاف وحضور جماعات المسلمين عند أخيهم الداعي مسرورين لسروره داعين له بالخير والبركة، وقد أجاز العلماء الضرب بالدف في العرس وغيره. ومن ءاداب الوليمة أن يدعو إليها الأتقياء الفقراء ولا ينسى الأقارب وأن تكون نيته الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وإدخال السرور على المؤمنين. اهـ
رحم الله من كتبه ومن نشره