( للرفع أربع علامات الضمة والواو والألف والنون )
يعني أن الكلمة يُعْرَفُ رفعها بواحد من أربع علامات إما الضمة نحو : جاء زيدٌ ، فزيد فاعل مرفوع بالضمة ، أو الواو نحو : جاء أبوك وجاء الزيدون ، فأبوك فاعل مرفوع بالواو والزيدون فاعل مرفوع بالواو ، أو الألف نحو:جاء الزيدان، فالزيدان فاعل مرفوع بالألف، أو النون نحو : يضربان ، فيضربان فعل مضارع مرفوع بثبوت النون .
(فأما الضمة فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع : في الاسم وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ)
يعني أن الضمة تكون علامة للرفع في هذه المواضع ، أي يُعْرَفُ رفعها بوجود الضمة فيها لفظاً أو تقديراً ، فالاسم المفرد نحو : جاء زيدٌ والفتى فزيدٌ فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ؛ وجمع التكسير وهو ما تغير عن بناء مفرده نحو : جاء الرجالُ والأُسارى فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة والأُسارى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ، وجمع المؤنث السالم وهو ما جُمع بألف وتاء مزيدتين نحو : جاءت الهنداتُ . فالهندات فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفعل المضارع نحو : يضربُ زيدٌ ويخشى عمرٌو ويرمي بكرٌ ، فيضرب فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ويخشى مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر ويرمي بالضمة المقدرة للثقل .
( وقوله الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شئ )
احتراز عما إذا اتصل به ألف الاثنين نحو: يضربان وتضربان، أو واو الجماعة نحو : يضربون وتضربون ، أو ياء المؤنثة المخاطبة نحو : تضربين ، فإنه يرفع بثبوت النون كما سيأتي ؛ واحترز ايضاً عما إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة نحو :{لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناًْ}(1) فإنه يبنى على الفتح ، أو اتصلت به نون النسوة نحو : {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ}(2) فإنه يبنى على السكون.
(1) سورة يوسف ، من الآية 32
(2)سورة البقرة ،من الآية 233
(وأما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين في جمع المذكر السالم ، وفي الأسماء الخمسة وهي : أبوك وأخوك وحموكِ وفوك وذو مالٍ)
يعني أنّ جمع المذكر السالمَ والأسماءَ الخمسةِ يُعْرَفُ رفعها بوجود الواو فتكون مرفوعة بالواو نيابة عن الضمة ، والمراد بجمع المذكر السالم اللفظ الدال على الجمعية بواو ونون في ءاخره في حالة الرفع وياء ونون في حالتي النصب والجر نحو : جاء الزيدون ورأيت الزيدينَ ومررت بالزيديينَ ، فالزيدون في قولك جاء الزيدون فاعل مرفوع بالواو ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ؛ والأسماء الخمسة نحو : جاء أبوك وأخوك وحموكِ وفوك وذو مالٍ ، فكل واحد منها فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة ، وكل من جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة له شروط تطلب من المطوّلات .
( وأما الألف فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة)
المراد من تثنية الأسماء المثنى ، والمراد منه ما دل على اثنين بألف ونون في ءاخره في حالة الرفع وياء ونون في حالتي النصب والجر ، نحو جاء الزيدان ورأيت الزيْدَيْنِ ومررت بالزيديْنِ ، فالزيدان في قولك جاء الزيدان فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة ؛ والفرق بين المثنى والجمع في حالتي النصب والجر أن الياء التي في المثنى مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها وفي الجمع مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد في كل من التثنية والجمع.
(وأما النون فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية)
نحو : يفعلان وتفعلان
( أو ضمير جمع)
نحو : يفعلون وتفعلون
(أو ضمير المؤنثة المخاطبة)
نحو : تفعلين .هذه الأوزان تسمى الأفعال الخمسة وتكون النون التي في ءاخرها علامة على رفعها ، فهي مرفوعة بثبوت النون نيابة عن الضمة فنقول: الزيدان يضربان فيضربان مرفوع بثبوت النون نيابة عن الضمة ، وكذا أنتما تضربان والزيدون يضربون وأنتم تضربون وأنت تضربين ، فكل هذه الأمثلة مرفوعة وعلامة رفعها ثبوت النون، والألف في الأول والثاني فاعل ، والواو في الثالث والرابع فاعل ، والياء في الخامس فاعل .
والله سبحانه وتعالى أعلم