السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خراب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يُبَايَعُ لِرَجُلٍ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا يُسْأَلُ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ثُمَّ تَجيء الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا وَهُمْ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ
. رواه الحاكم
روى الترمذي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة ))
تخرب المدينة في آخر الزمان يعني بعد أن تخرب الكعبة هذا يحصل ولكن قبل هبوب الريح يعني قبل أن تأتي الريح فتقبض أرواح المسلمين ماذا يكون في المدينة المنورة ولا زال أهل الإسلام على وجه الأرض ماذا يكون حال المدينة ؟
يكون كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وابن ماجة والإمام احمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(( إن الإيمان لَيَأرِزُ إلى المدينة كما تَأرِزُ الحيةُ إلى جُحرِها))
معناه ينزوي الإيمان إلى المدينة في آخر الزمان كما تنزوي الحية إلى جحرها أي ثقبها
ويكون حال المدينة أحسن من حال غيرها من المدن
قال الإمام النووي قال القاضي عياض وقوله صلى الله عليه وسلم (( وهو يأرز الى المدينة )) عن الإيمان معناه الإيمان أولا وآخرا بهذه الصفة لانه في أول الإسلام كان كل من خلص إيمانه وصح إسلامه أتى إلى المدينة المنورة إما مهاجرا مستوطنا وإما متشوقا إلى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتعلما منه ومتقربا ثم بعده هكذا في زمن الخلفاء كذلك
ولأخذ سيرة العدل منهم والاقتداء بجمهور الصحابة رضوان الله عليهم فيها ثم من بعدهم من العلماء الذين كانوا سرج الوقت وأئمة الهدى لأخذ السنن المنتشرة بها عنهم
فكان كل ثابت الإيمان منشرح الصدر به يرحل إليها ثم بعد ذلك في كل وقت إلى زماننا لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والتبرك بمشاهده وآثاره وآثار الصحابة الكرام فلا يأتيها إلا مؤمن , هذا كلام القاضي عياض انتهى بحروفه من نقله عن الإمام النووي وهو ما نقله عن القاضي عياض .
قال الحافظ ابن حجر قوله عليه السلام ” كما تَأرِزُ الحية إلى جُحرِها ” ،أي أنها كما تنتشر من جُحرِها ( تخرج من جحرها وتنتشر في طلب ما تعيش به ) ، فإذا راعها شيءٌ رجعت إلى جحرها
كذلك الإيمان انتشر بالمدينة وكل مؤمن ٍ له من نفسهِ سائقٌ إلى المدينة لمحبتهِ في النبي صلى الله عليه وسلم .
فيشمل ذلك جميع الازمنة لانه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم لإقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه و سلم والصلاة في مسجدهِ والتبركِ بمشاهدةِ آثارهِ وآثار الصحابة.
انتهى بحروفهِ ما نقلناه عن الحافظ ابن حجر أمير المؤمنين في الحديث
فسينزوي الإيمان في آخر الزمان إلى المدينة فيكون حال المدينة المنورة أحسن من غيرها من المدن ، وهذا قبل أن تأتي الريح .
وفي حديث عن ابن عمر عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال:” إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ وهو يأرِزُ بين المسجدين كما تأرِزُ الحية في جُحرها”
( معناه سينضم ويجتمع الإيمان بين المسجدين ، مسجد مكة ومسجد المدينة كما تأرِزُ الحية في جُحرِها ). رواه مسلم في الصحيح.
وفي رواية في مسلم وعن الترمذي وابن ماجه وأحمد عن أبي هريره قال ،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :” بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء”
وفي رواية عن ابن ماجه وأحمد عن عبدالله قال ،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، قيل ومن الغرباء ، قال عليه الصلاة والسلام النُزَّاعُ من القبائِل”.
ما معنى النُزَّاعُ من القبائل ،( النزاع ) جمع نَازع وهو الغريب الذي أْنزَعَ عن أهله وعشيرتهِ يعني الذين يخرجون من الأوطان يتركون بلدهم لإقامة سنن الإسلام.
وفي رواية عن الإمام أحمد عن عبدالله بن عمر بن العاص قال ، قال الرسول عليه السلام ذات يومٍ ونحن عنده ” طوبى للغرباء، فقيل من الغرباء يا رسول الله ، أناس صالحون في اناس سوءِ كثير من يعصِيهِم أكثرُ ممن يطيعهم” ،وهذا ما يحدث في أيامنا هذه ، وسيكون الأمر بعد ذلك أشد .
بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، بدأ الدينُ غريباً أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في قلة قليلة والناس يستغربون من أين جاء هذا وكيف جاء بهذا ، وسيعود غريباً كما بدأ , في أيامنا هذه تحقق هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك يكون أشد.
اليوم الداعي إلى دين الله ، الداعي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يصلح ما أفسد الناس من شرع رسول الله يَعُدُّهُ المغفلون غريباً لا يعرف شيئاً يقولون جاءنا بجديد ويقولُ له البعض من أين تأتي بهذه الكلام هذا جديد لا نعرفهُ ، وهم لا يعرفون ما في كتاب الله ولا في حديث رسول الله و لا ما سطَّرَهُ أئمة الهدى