الكعبة في الجاهلية

بسم الله الرحمن الرحيم

جدَّد قصي بن كلاب جَدّ النبي صلى اللهُ عليه وسلم بناءَ الكعبة ، وقد ذكر الزبير بن بكار أنَّ قصي بن كلاب لما ولي أمر البيت جمع نفقة ثمَّ هدم الكعبة ، فبناها بنيانًا لم يبنهِ أحد ممن بناها قبله.

وأمَّا بناء قريش فقد ذكر الحافظ الصالحيّ الشاميّ في كتابه “سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد”: أنَّ امرأةَ عبد المطلب جمَّرت الكعبة بالبخور فطارت شرارة من مجمَرِها في ثيابِ الكعبة فاحترق أكثرُ خشبها، ودخلَها سيل عظيم فصدّع جدرانها فأُعيد بناؤها، حيث اقتسمت قريش جوانبَ البيت. وكان رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ينقل معهم الحجر ، ثمَّ اختلفوا في من يجعل الحجر الأسود مكانَه ، حتى اتفقوا على أنَّ أول داخل من باب الصفا يكون له ذلك ، وكان أول داخل هو رسول الله صلى اللهُ عليه وءاله وسلم ، فلمَّا رأوه قالوا: هذا محمدٌّ الأمين. ورضوا حُكمَه، فقال صلى اللهُ عليه وسلم: هلمَّ إلي ثوبًا. فأتي به فأخذ الحجرَ الأسود فوضعه فيه بيدِه ثم قال: ليأخذْ كبير كلِّ قبيلة بطرفٍ من هذا الثوب، فحملوه جميعًا وأتوْا به ورفعوه إلى ما يحاذي موضعَه، فتناوله رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم ووضعه بيدِه الشريفة في محلّه.

أضف تعليق