بسم الله الرحمن الرحيم
روى الأزرقي عن بعض مَن كان يسكن هذا الموضعَ قبل أن تُخرجَه الخيزران من الدار البيضاء أنهم قالوا: لا واللهِ ما أصابنا فيه جائحةٌ ولا حاجة، فأُخرجنا منه، فاشتدَّ الزمان علينا.
أما ما ورد في صفة هذا المكان: فهو بيتٌ مربع، وفيه أسطوانة عليها عَقدان وفي ركنه الغربي مما يلي الجنوب زاويةٌ كبيرةٌ قُبالة بابه الذي يلي الجبل، وله بابٌ ءاخر في جانبهِ الشرقي أيضًا، وفيه عشَرة شبابيك، أربعةٌ في حائطه الشرقي، وفي حائطِه الشمالي ثلاثة، وفي الغربي واحد. وفي الزاوية اثنان: واحدٌ في جانبها الشمالي وواحدٌ في جانبها اليماني، وفيه محراب، وبقُرب المحراب حفرةٌ عليها درابزين من خشب، وفي وسط الحُفرة رُخامة خضراء، وكانت هذه الرخامة مطوَّقةٌ بالفضة على ما ذكره ابن جُبير، وهذا الموضع جُعل علامةً للموضعِ الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان.
ومنها الموضع الذي يقال له: مولدُ فاطمة رضي الله عنها بنتِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهذا المكان دارُ أمّها خديجةَ بنت خويلدٍ رضي الله عنها في الزُّقاق المعروف بزُقاقِ الحَجَر بمكة المشرفة.
ومنها الموضع الذي يقال له مولدُ عليّ بنِ أبي طالب رضي الله عنه قريبًا من مولد النبي صلى الله عليه وسلم من أعلاه مما يلي الجبل، وهو مشهور عند أهل مكة بذلك لا اختلافَ بينهم وذكره ابن جُبير، وعلى بابه مكتوبٌ: هذا مولدُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه.
ومنها الموضع الذي يقال له مولدُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه بالجبل الذي تُسمّيه أهلُ مكة بالنوبى (واليوم يُقال له جبلُ عمر) وهو جبلٌ مشهور بأسفل مكة.
ومنها الموضع الذي يقال له: مولدُ جعفرَ الصادق بالدار المعروفة بدار أبي سعيد.
ومنها دار خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها بالزقاق المعروف بزقاقِ الحجر بمكة، ويقال له أيضًا زُقاق العطَّارين على ما ذكره الأزرقي.
ومنها دار الأرقم المخزومي وهي الدارُ المعروفة بدار الخيزرانِ عند الصفا ويُقالُ إن عمرَ بن الخطاب أسْلَم فيها وقد مكثَ فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الناسَ للإسلام.
ومن الدُور المباركة بمكة دارُ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بالمسعى، وفيها العَلَمُ الأخضر وكانت فيما بعد رباطًا للفقراء.