يجب الإيمان بالملائكة وهم عباد الله مُكرمون لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون خلقهم الله من نور وهم ذوُو أجنحة ليسوا ذكورًا ولا إناثًا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
*لا أصل لما يقال أنّ إبليس من الملائكة والدليل على ذلك قوله الله تعالى (كان من الجن ) والدليل الثاني قوله تعالى(وكان من الكافرين) وقوله تعالى (ففسق عن أمر ربه ) وقوله تعالى (وإنّ عليك لعنتي إلى يوم الدين ) .
فلو كان إبليس مَلَكًا لما عصى الله فيما أُمر ولما كفر .
والدليل الثالث قوله تعالى (أفتتخذونه وذريته أولياء) فلو كان مَلَكًا لما كان له ذرية فالملائكة ليسوا رجالًا ولا نساء ولا يتناكحون ولا يتناسلون .
وقد وقع بعض الناس في الكفر بقولهم عن إبليس أنه طاووس الملائكة أي مُقَدَّمًا فيهم فلو كان كذلك لكان وَلِيًّا لحفظه الله من الكفر لقوله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
فأين حال إبليس من حال الأولياء .شتان ما بينهما وأما احتجاج بعض الناس بأن إبليس كان من الملائكة بقوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس) سورة الإسراء . فهذا احتجاج باطل إنما كان إبليس قبل أن يكفر مسلمًا يعبد الله مختلطًا بالملائكة .
مما لا أصل له زعم بعض الناس أن سبّ الملائكة ليس كفرًا .
سبُّ الملائكة بالجملة أو بالتفصيل كفرٌ والعياذ بالله تعالى فقد قرن الله تعالى من عادى الملائكة بمن عاداه ثم بين أن أعداءه كفار قال تعالى (قل من كان عدوًا لجبريل فإنه نزّله على قلبِك بإذن الله مُصدّقًا لما بين يديه وهُدًى وبُشرى للمؤمنين مَنْ كان عدوًا لله وملائكتِه ورُسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدوٌ للكافرين )سورة البقرة ءاية 97-98
مما لاأصل له قول بعضهم إن في السماء ملائكة هم بحال ركوع دائم وءاخرين في سجود دائم إلى يوم القيامة
الرد :
الحديث الذي ورد :”ما في السماء موضعُ أربع أصابع إلا وفيه مَلَكٌ قائم أو راكع أو ساجد ” معناه :هم دائمًا يتطوعون بالصلاة فبعضهم يكون راكعًا وبعضهم ساجدًا وبعضهم قائمًا ,هم يصلون دائمًا والذين حول العرش يدورون حول العرش ويسبّحون ويصلون ,حتى حملة العرش يصلون، لما يصلي أحدهم إما ينيب غيره أو يبقى العرش هكذا ,كل محمول بقدرة الله تعالى .
فمن قال إن الملك الساجد في السماء ساجدٌ دائمًا وكذلك القائم والراكع منهم فقد غلط .
ومما لا أصل له ما ورد في كتاب “مولد العروس” أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم رأى ليلة أسري به نصف من ثلج ونصفه الآخر من نار .
الرد:
هذا هُراء كذب لا دليل عليه والواجب شرعًا التحذير من كتاب “مولد العروس” لما فيه من الأضاليل كالقول والعياذ بالله “إنّ الله قبض قبضة من نور وجهه وقال كوني محمدًا فكانت محمدًا” نعوذ بالله من هذا التجسيم والتشبيه .فقد جعلوا الرسول صلّى الله عليه وسلّم جزءًا من الله والعياذ بالله .فالله تبارك وتعالى ليس ضوءًا ولا يحل في شيء ولا ينحل في شيء أما الرسول صلّى الله عليه وسلّم فقد قال الله عنه ( قل إنما أنا بشر مثلكم ) وقال تعالى عن الكفار (وجعلوا له من عباده جزءًا).
ومما لا اصل له زعم رشيد رضا أن الملائكة هم عبارة عن القوى الطبيعية .
الرد:
قال الشيخ يوسف الدجوي من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ردًا على صاحب “المنار”رشيد رضا في سنة 1917 :”بل رأينا منك ما هو أشد وأدهى أيها المدعي للاحتياط في ترك الصلاة على النبيّ عقب الأذان رأيناك لم تحتط في تفسيرك هذا الاحتياط عند ذكر الملائكة في قوله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) .فأخذت تتقرب من الماديين لتكون مجدّدًا وعصريًا بزعمك تأويل كتاب الله على غير ما أراد الله بما يخرق الإجماع بل يصادم المعقول والمنقول فقررتَ أن الملائكة عبارة عن قوى الطبيعة . وليت شعري هل تلك القوى الطبيعية هي التي كان سؤالها استكشافَا عن الحكمة وليس اعتراضًا بقولها (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) سورة البقرة ءاية 30 .
وهل تلك القوى الطبيعية هي التي أوجب الله علينا الإيمان بها وقدّمها على الكتب فقال (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدًا) سورة النساء ءاية 136.
ومما لا اصل له قول بعض من ينتسب لأهل العلم إنّ جبريل ورسول الله محمدًا عليهما الصلاة والسلام بكيا حتى ابتلت الأرض من دموعهما مخافة أن يدخلهما الله النار.
الرد:
إن هذا الكلام يتنافى مع العصمة لأن الأنبياء معصومون عن الكفر والكبائر وصغائر الخسة وفيه تكذيب لقوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )ثم إنّ الملائكة كما أخبر الله (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) فعلام يخشون من دخول النار! ومعلوم أنّ الله لا يخلف الميعاد .
ومما لا اصل له قول بعضهم “من مرّ بين يدي المصلي فقد أبكى سبعين مَلَكًا”
الرد:
لا شكّ أن من مرّ بين يدي المصلي مع حصول السُّترة المعتبرة فقد ارتكب حرامًا .أما ذلك النص الفاسد فلا أصل له .
ومما لا أصل له زعم بعض السحرة والمشعوذين أن الملائكة تلبس أجسادهم.
الرد:
اعلم أن الملائكة لا تلتبس بالأجساد كما تلتبس الجن ,وأمّا ما يزعم بعض هؤلاء المشعوذين أن الملائكة تلبسهم وتأمرهم بكذا من أعمال السوء فهذا ضلال يجب التحذير منه .
ومما لا أصل له أنّ قول الله تعالى (عليها تسعة عشر) معناه فيه تقديس الرقم 19 وليس المقصود بزعمهم الملائكة.
الرد:
معنى الآية(عليها تسعة عشر) أي من الملائكة .
وقد ورد بعدها (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا )
وأما قول البهائية إن هذه الآية تشير إلى العدد المقدس بزعمهم 19 ثم راحوا يستعملون ءايات من القرءان في خدمة هذه النظرية الفاسدة فراحوا يجمعون ويضربون ويقسمون على هواهم لاستنتاج هذا الرقم فهذه النظرية فاسدة ضالة فيها تعطيل لمعنى الآية الصريح .ثمّ إن البهائية فرقة ضالة يجب التحذير منها .
ثم إن هؤلاء التسعة عشر من الملائكة ليسوا هم وحدهم ملائكة العذاب .
فقد قال القرطبي في تفسيره ج(19) ص(80) قلت :”والصحيح إن شاء الله أن هؤلاء التسعة عشر هم الرؤساء والنقباء وأما جملتهم فالعبارة تعجز عنها كما قال الله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو) وقد ثبت في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال ,قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :”يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف مَلَك“
ومما لا أصل له قول بعض الناس العصريين إن الآية (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) قالوا المعنى أن الآية تشير إلى غزو الفضاء الخارجي فلا يستطيع أحد منهم غزو الفضاء الخارجي إلا بسلطان العلم العصري.
الرد:
هذا قول بعض المتنطعين الذين لا علم لهم بالشرع بل يفسرون القرءان بحسب أهوائهم ,وهذه الآية كما قال أهل التفسير عن يوم القيامة وسياق الآية ما بعدها يدل على ذلك ,والمعنى أنهم يُحاطون بصفوف من الملائكة يوم القيامة .والآية التي تليها (يُرسل عليكما شواظٌ من نار ونحاسٌ).
ومما لا أصل له قول بعضهم إن منكرًا ونكيرًا لما أرادا أن يسألا سيدنا عمر بن الخطاب في قبره زجرهما فخافاه وهربا منه .
الرد:
هذا الكلام لا أصل له البتة ,فمنكر ونكير ملكان أسودان أزرقان يخاف منهما بعض الموتى وليس كلهم ولا يُستثنى من السؤال إلا الأنبياء وشهداء المعركة والطفل (أي الذي يموت دون سن البلوغ )
ومما لا أصل له قولهم (أنكر ونكير )
الرد :
إنّ الملكين الذين يسألان الشخص في قبره اسمهما كما ورد في الصحيح “مُنكرٌ ونكير“
ومما لا أصل له قول بعضهم مَلَك الموت لا يسمى عزرائيل .
الرد:
هو معروف بهذا الاسم عند العامة والخاصة وعند أهل الكتاب وقد نقل القاضي عياض الإجماع على أن مَلَك الموت اسمه عزرائيل وذلك في كتابه “الشفا” وورد ذكر اسمه في حديث” الصور” الذي رواه البيهقي وفي حديث الطبراني في الطِّوالات .
ومما لا أصل له قولهم في قصص كثيرة إنّ الملائكة اعترضت على الله في قولهم (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )
الرد:
هذا سؤال استكشاف عن الحكمة ومعاذ الله أن يعترض الملائكة على الله لأنّ مجرد الإعتراض على الله تعالى كفر, والملائكة كما أخبر الله عنهم في القرءان الكريم (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) .
ومما لا أصل له ما ينسبونه لعزرائيل عليه السلام أنه يقول لما يأمره الله أن يقبض روح نفسه يوم القيامة يقول :لو كنت أعرف أن قبض الروح بهذه الصعوبة لما قبضتُ روح أحد.
الرد:
هذا الكلام ظاهر البُطلان لأن فيه تمرُدًا على أمر الله تعالى والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون كما جاء في القرءان الكريم .
والله أعلم وأحكم
تمّ بحمد الله تبارك وتعالى .