فائدة في برَكة بر الأم

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

فائدة:

حضَّ الإسلامُ الولَدَ على طاعةِ والديه فيمَا لا معصيةَ فيهِ، وجعلَ اللهُ تعالى للمسلمِ الذي يُطيعُ والدَيْهِ فيما لا معصيةَ فيهِ أجْرًا عظيمًا في الآخرةِ، بلْ منَ الناسِ منْ أكْرَمَهُمُ اللهُ بأشياءَ في دنياهُمْ قبلَ ءاخِرَتِهِمْ بِسَبَبِ بِرّهِمْ لأُمّهِمْ كبلالٍ الخَوَّاصِ رَضِيَ اللهُ عنهُ الذي كانَ منَ الصالحينَ المشهورينَ.
قال أبو عبد الرحمن السلمي في تصنيفه سمعت محمد بن عبد الله الرازي (توفي سنة 376 هجرية) يقول سمعت بلال الخوّاص يقول كنت في تيه بني اسرائيل فاذا رجل يماشيني فتعجبت ثمّ ألهمت أنه الخضر فقلت بحقّ الحقّ مَن أنت قال أنا أخوك الخضر فقلت ما تقول في الشافعي قال من الأبدال قلت فأحمد بن حنبل قال صِدّيق قلت فبشر بن الحارث الحافي قال لم يخلف بعده مثله قلت بأي وسيلة رأيتك قال ببرّك لأمّك.
(كذا من 1/446 من الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني) عند ذكر الخضر عليه السلام.

وفي رواية قالَ كنتُ في تيهِ بني إسرائيلَ فوجدْتُ رجلاً يُماشِيني فأُلْهِمْتُ أنَّهُ الخَضِرُ (والخَضِرُ هوَ نبيٌّ على القوْلِ الرَّاجِحِ ولا زالَ حَيًا إلى الآنَ بِقُدْرَةِ اللهِ تَعَالى)، قالَ بلالُ الخَوَّاص رَضِيَ اللهُ عنهُ فسأَلْتُهُ عنْ مالِكِ بنِ أَنَسٍ فقالَ هوَ إمامُ الأئِمَّةِ ثمَّ سَأَلْتُهُ عَنِ الشَّافِعِيّ فقالَ هوَ مِنَ الأوتادِ ثمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ فقالَ هوَ صدّيقٌ ثمَّ قالَ لهُ أسأَلُكَ بِحَقّ الحَقّ مَنْ أنتَ؟ فقالَ أنا الخَضِرُ.
قالَ فَقُلْتُ لهُ ما هيَ الوسيلةُ التي رَأَيْتُكَ بِها؟
قالَ بِرُّكَ بِأُمّكَ، أيِ الفضيلةُ التي جَعَلَتْكَ أَهْلاً لِرُؤْيَتِي هِيَ كَوْنُكَ بارًّا بِأُمّكَ.

فَمَنْ أرادَ النجاحَ والفلاحَ فلْيَبَرَّ أبَوَيْهِ، فإنَّ بِرَّ الوالِدَيْنِ بَرَكَةٌ في الدُّنْيا والآخرةِ.

سبحان الله العظيم … اللهم يا ذا المعروف الذى لا ينقطع ابدا ولا يحصيه غيرك حسن احوالنا وارزقنا حسن الختام.

أضف تعليق