يروى فيما يروى أن أحد الوزراء الصادقين المتوكلين على الله عز وجل كان يكثر من قول عسى خيرًا عند نزول المصائب وحلول النوائب.
فاتفق يومًا أن الوزير كان في صحبة الملك في الغابة في رحلة صيد، فوقع الملك عن فرسه وقطع إصبع من أصابع رجله، فكانت ردة فعل الوزير قوله “عسى خيرًا” إلا أن الملك انزعج وأمر بحبس الوزير، فقال الوزير:”عسى خيرًا “، فزاد استغراب الملك.
ومرت الأيام وبعدها الأيام وتعافى الملك وخرج في رحلة صيد، وعندما شاهد غزالًا أسرع خلفه يطوي الأرض، فلحق به حراسه، إلا أن الملك ضاع في الغابة ووقع في فخ نصبه له أناس مشركون، عباد صنم، ولأنه وقت عيد عندهم أرادوا أن يقدموه قربانًا لصنمهم على زعمهم، فلما حان وقت قتله، رأى أحدهم أن إصبع رجله مقطوع فقال: هذا لا يصح قربانًا لأنه غير كامل ، فأطلقوا سراحه عندها تذكر الملك
قول الوزير : “عسى خيرًا” فصار يمشي في الغابة إلى أن عثر عليه حراسه ، فأمر فورًا بإخراج الوزير من الحبس وإحضاره وقال له: صدقت في الأولى ” عسى خيرًا ” لكن لماذا قلتها عندما حبستك ؟
فقال الوزير : لأنه كان خيرًا لي، فلو كنت معك لقتلوني وتركوك.