أسباب العتق من النار ومغفرة الذنوب في يوم عرفة |
من طمع في العتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة فليحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة.
فمنها: صيام ذلك اليوم، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. وفي لفظ في مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: وسئل -أي رسول الله- عن صوم يوم عرفة، فقال، يكفر السنة الماضية والباقية.
وأما بالنسبة للحاج فلا يصوم، فقد ثبت في الصحيح أن رسول الله وقف مفطرا، وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. ورواه أبو داود وغيره.
وفي سنن الترمذي: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة، وأرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر وأم الفضل، قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
وقد روي عن ابن عمر قال: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه يعني يوم عرفة ومع أبي بكر فلم يصمه ومع عمر فلم يصمه ومع عثمان فلم يصمه، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم يستحبون الإفطار بعرفة ليتقوى به الرجل على الدعاء ا.هـ
فرع في التعريف بغير عرفات =
وهذا هو الاجتماع المعروف في بعض البلدان، فقد جاء عن جماعة من العلماء استحبابه وفعله، فقد روي عن الحسن البصري أنه قال: أول من صنع ذلك ابن عباس رضي الله عنهما. وقال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن التعريف في الأمصار، فقال: أرجو أن لا يكون به بأس. وقد فعله غير واحد، الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع، كانوا يشهدون المسجد عشية يوم عرفة.
ومنها: حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم
ففي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن يوم عرفة: إن هذا يومٌ من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له.
ومنها: الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله تعالى في ذلك اليوم وأساسه.
فقد روى الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ.
وفي موطأ مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
ومنها: كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه، فليكثر فيه من قول: اللهم أعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال واصرف عني فسقة الجن والإنس.
وليحذر من هذه الذنوب:
– الاختيال: فقد قال الله تعالى:” والله لا يحب كل مختال فخور ” سورة الحديد 23 . والمختال هو المتعاظم في نفسه المتكبر.
– والكبائر.
ومن كرمت عليه نفسه هان عليه كل ما يبذل في افتكاكها من النار.