بسم الله الرحمن الرحيم
يذكر الأزرقي أنَّ الحِجْر مُدوّر، وهو ما بين الركن الشامي والركن الغربي، وأرضُه مفروشة برخام، وهو مستو بالشاذروان الذي تحت إزار الكعبة والشاذروان جزء من أساسِ الكعبة ويرتفع قدرَ ذراع تقريبًا، وعرض الحِجر من جدار الكعبة من تحت الميزاب إلى جدار الحَجَر سبعة عشر ذراعًا وثمانِ أصابع. وعن خبر عمارته يقول: إن المنصور العباسي لما حجَّ دعَا زياد بن عُبيد الله الحارثي أمير مكة فقال: إني رأيت الحِجْر حجارتُه بادية، فلا أصبحن حتى يُسترَ جدار الحِجْر بالرخام. فدعا زيادٌ بالعمل، فعملوه على السرج قبل أن يصبح، وكان قبل ذلك مبنيًا بحجارة ليس عليها رخام؛ ثم جاء بعد ذلك المهدي فجددَ رخامَه، ولم يزل فيه حتى رَثَّ في زمن المتوكل، فقُلع وألبس رخامًا حسنًا. وعمَّر المعتضد العباسي الحِجْر أيضًا في خلافته في سنة 283 للهجرة، كما عُمّر في خلافة الناصر والمستنصر العباسييْن، وكذلك في زمن الملِك المظفر صاحبِ اليمن، وكذلك الملك الناصر محمد ابن قلاوون، واسم هذين الملِكين واسم المستنصر العباسي مكتوبٌ في رخام في أعلى الحجر، وعُمّر أيضًا في زمنِ الملك المنصور علي بن الملك الأشرف شعبان ابن حسين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون بأمر الأميريْن “بركة” و “برقوق” مدبري دولته. ثم عُمّر في زمن الملك الظاهر برقوق سنة 801 للهجرة.
وممّن جدّدَ الحِجْر السلطان مرادخان، وهو أولُ من جدده من ءال عثمان، وكذلك السلطان عبد المجيد خان عمره سنة 1260 للهجرة، ثم جُدّد في عهد السلطان عبد العزيز خان سنة 1283.